رئيس التحرير
عصام كامل

يوم المرأة المصرية.. السيسي يمنح أوسمة الكمال لعظيمات مصر.. يؤكد دورهن العظيم في البناء والتنمية.. يشيد بنجاحهن في ميدان العمل.. ويدعو للمشاركة في الانتخابات الرئاسية

فيتو

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي وقرينته اليوم، احتفالية تكريم المرأة المصرية والأم المثالية، وذلك بحضور المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وعدد من الوزراء وكبار المسئولين، فضلًا عن أعضاء المجلس القومى للمرأة.


واستمع السيسي في بداية فقرات الحفل إلى فقرة فنية من أوركسترا النور والأمل، حيث حرص الرئيس على توجيه تحية تقدير لعضوات الأوركسترا بعد انتهاء العرض، مؤكدًا أنهن بمثابة دفعة هائلة من الرضا والبهجة والسعادة، ورسالة للجميع بأن مصر تستطيع تحقيق الإنجازات.

مايا مرسي
وألقت الدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس القومى للمرأة كلمة وجهت خلالها الشكر للرئيس على مواقفه الداعمة للمرأة المصرية، مؤكدة أن سيدات مصر ضربن أروع الأمثلة في الوطنية، ومشيرة إلى أن السيدة المصرية تعد خط الدفاع الثالث وصمام أمان المجتمع بعد الجيش والشرطة.

واستعرضت رئيسة المجلس القومى للمرأة إنجازات عام المرأة المصرية وتمكينها في مختلف المجالات من خلال التشريعات التي تدعم وتعزز دور المرأة.

وأكدت أن مصر لديها سياسة واضحة ونهج لتمكين المرأة، منوهة بأنه تم تخصيص 50 ألف وثيقة "أمان" هدية للمرأة المصرية، وأن حملة التاء المربوطة التي أطلقها المجلس حققت نجاحًا كبيرًا، إذ وصلت لأكثر من 72 مليون متابع، وتحولت لأيقونة مصرية وعربية، وعقب ذلك تم عرض فيلم تسجيلى بعنوان "التاء المربوطة سر قوتك".

وزيرة التخطيط
وألقت الدكتورة هالة السعيد وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، كلمة أكدت خلالها أن المرأة المصرية أثبتت للمجتمع وللعالم أنها الرقم الأهم في المعادلة الوطنية، وذلك بفضل تضحياتها للدفاع عن الوطن.

وأشارت إلى أن إزالة العوائق أمام عمل المرأة يرفع إنتاجية الاقتصاد إلى أكثر من 20%، وأضافت أن أحدًا لا ينكر أن هناك تطورًا كبيرًا شهدته خطط الإصلاح الإداري على المستوى التشريعي فيما يخص حقوق المرأة وتولي المناصب الإدارية، حيث حققت المرأة مكاسب هائلة على كافة المستويات.

وأشارت الوزيرة إلى أن ارتفاع عدد القيادات التنفيذية من المرأة إلى 3 أضعاف يعكس مدى الاهتمام بتمكين المرأة، مؤكدة أن المرأة أصبحت شريكًا أساسيًا في عملية التنمية.

كما أكدت وزيرة التخطيط، أن الحكومة تنظم العديد من البرامج التدريبية لزيادة انخراط المرأة في سوق العمل، مشيرة إلى أنه رغم هذه النجاحات إلا أن هناك عددًا من التحديات التي تعيق المرأة المصرية مثل قلة فرص العمل بمجال القطاع الخاص، مما يجعل توفير فرصة بديلة للمرأة حملا كبيرا تتحمله ميزانية الدولة.

وزيرة التضامن
وألقت غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى، كلمة حول جهود الوزارة وما تقوم به من إجراءات لتكفل بها رعاية وحماية المرأة المصرية، مشيرة إلى وصول الدعم النقدى ببرنامج تكافل وكرامة لأكثر من 2 مليون سيدة مصرية، وأن برامج الحماية تشمل أيضًا معاشات ضمانية لنحو 200 ألف مطلقة وأرملة وزوجة مسجون.

وأضافت الدكتورة غادة والى، أن الدولة أتاحت 43 مليون جنيه شهريًا لنحو 300 ألف مستفيدة وأولادها من المطلقات اللاتى امتنع أزواجهن عن أداء النفقة.

وأكدت أنه تم إطلاق قرض "مستورة" من بنك ناصر الاجتماعى، بتمويل من صندوق تحيا مصر، لأكثر من 3 آلاف سيدة، وإقامة مشروعات إنتاج حيوانى ومشروعات زراعية ومشروعات تجارية، وتمويل لبرنامج تنمية المرأة الريفية استفادت منه نحو 79 ألف سيدة، كما ساعدت الوزارة على تسويق منتجات السيدات في المعارض.

وأشارت وزيرة التضامن الاجتماعى إلى أن الوزارة أضافت هذا العام تكريمًا جديدًا للأمهات ذوات الإعاقة، واللاتى تحملن تربية ورعاية الأبناء بمفردهن، مشيرة إلى أن احتفاء الرئيس بعيد الأم وتكريمه للسيدات الرائدات، هو احتفال بقيمة البذل والعطاء، خاصة أن الطريق أمام المرأة طويل ويرتبط بالتعليم وثقافة المجتمع، مؤكدة ما يمثله ذلك من انحياز دائم للمرأة وتكريمها، وأنه بمثابة طريق مهم لتغيير ثقافة المجتمع.

فيلم تسجيلي
وعقب ذلك تم عرض فيلم تسجيلى بعنوان "الغالية"، كما حرص الرئيس خلال الاحتفال على تكريم عدد من الأمهات المثاليات على مستوى الجمهورية، فضلًا عن النماذج النسائية المشرفة في شتى المجالات.

كما ألقى الرئيس كلمة بهذه المناسبة، حرص قبلها على تأكيد أهمية هذا الاحتفال، كما حرص على دعوة الحضور للوقوف تحية وتقديرا للسيدات المصريات، عظيمات مصر.

وأشار الرئيس إلى أنه التقى بأسر الشهداء في الكثير من المناسبات، وأنه لم يسمع كلمة واحدة من أم أو زوجة أو ابنة شهيد تحمل أي اعتراض أو عتاب، وأنهن جميعًا وعددهن بالمئات تحملن آلامهن وأحزانهن لصالح مصر وفداء للوطن.

وشدد الرئيس على أهمية التأدب والتحضر مع السيدات لما لهن من فضل كبير على الجميع، فقد تحملن الكثير خلال فترة من عدم الاستقرار، ودفعن الكثير لصالح مصر والمصريين.

كما أشار الرئيس إلى أن وقفة المصريين خلال السنوات الماضية بجميع أطيافهم كانت بمثابة علامة جديدة في حياته، وأنه من أجل المصريين وقلوبهم الطيبة حافظ الله على الوطن بعدما تحملوا الكثير، مشيرًا إلى أن المصريين يقفون حاليًا مع بلادهم مثلما يقفون بجانب أبنائهم لما فيه صالحهم.

وأكد الرئيس أن ما تم اتخاذه من إجراءات كان لا مفر منها، وأنه لا يرغب أحد في أن يُعرض أهله للضغوط، إلا إذا كان يريد تحسين أحوالهم إلى الأفضل.

المشاركة في الانتخابات
ووجه الرئيس نداءً لكل المصريين بضرورة النزول والمشاركة بكل حرية في الانتخابات الرئاسية، وذلك لتوجيه رسالة للعالم كله بأن مصر يحكمها شعبها، القادر على تغيير واختيار من يريد.

كما حرص الرئيس خلال الكلمة على تأكيد أن ما تفعله الحكومة لصالح المرأة ليس فضلًا بل هو ما يليق بها، مشيرًا إلى أن تجربة الاستعانة بالمرأة في مختلف المهام والمناصب أثبتت نجاحًا كبيرًا.

وأكد الرئيس أنه رغم أن التمثيل النيابى للمرأة غير مسبوق إلا أن هناك أملا في المزيد، ولذلك فهناك حاجة لحركة منظمة لإعداد وتجهيز أفضل الكوادر بحيث تتقدم الصفوف.

وأشار إلى أنه بالاعتماد على معايير الكفاءة والأمانة والإخلاص والشرف ستكون هناك نتائج جيدة، فالله سبحانه وتعالى يكافئ كل مجتهد، مؤكدًا أنه لو كان هناك فرصة أو قدرة لدى الحكومة لمساعدة المرأة بشكل أكبر فلن تتوانى عن ذلك.

كلمة السيسي
وقال السيسي: "شعب مصر العظيم.. عظيمات مصر.. رمز التضحية وأيقونة الأمل.. في بداية حديثى أتوجه إليكم جميعًا بالتحية والتقدير والاعتزاز".

وأضاف أن "مشاعر الفخر والاعتزاز تغمرنا بفيض من السعادة وأنا أشهد فعاليات هذا اليوم العظيم، يوم المرأة المصرية، والتي وصفتها وما زلت أصفها بأنها صوت ضمير الأمة، والحارس على وجدان هذا الوطن، وينبع هذا الوصف بيقين راسخ بأن الله جل في علاه قد جسد كل المعاني الإنسانية النبيلة في شخص المرأة".

وأضاف: "تختلط معاني التضحية والحنان والتسامح بالقوة والإصرار ونكران الذات، وتجسد المرأة المصرية صوت ضمير الوطن، فهي الأم والزوجة والأخت والابنة، التي أفنت نفسها من أجل بقاء الأسرة والمجتمع متماسكين، أمام كل ما يعصف بها أو بالوطن من ظروف وتحديات تسعى للنيل من نسيج المجتمع وتماسكه، وهى التي تقدمت صفوف العمل الوطنى رائدة ومبادرة للحفاظ على بقاء مصر واستعادتها ممن حاولوا النيل منها".

وتابع: "هي التي قدمت الابن والزوج والأب والأخ شهداء من أجل أن نبقى نحن في أمن واستقرار، وهي التي تحملت العبء الأكبر من جراء الآثار المعيشية الناجمة عن الإصلاحات الاقتصادية والقرارات المتخذة لتحقيق التنمية دون كلل أو ملل".

وقال: "كانت سعادتى أيضًا بالغة وأنا أتابع والمصريون معى، كيف ضربت المرأة المصرية المثل في التضحية والإنكار والإصرار على تحقيق ذاتها وحماية أسرتها الصغيرة والكبيرة، متمثلًا فيما نشاهده سويًا من نماذج وطنية مشرفة، نعتز بها جميعًا ونقتدي بها في كل مناحى الحياة".

وأضاف: "أصبحت المرأة المصرية بحق ملهمة لهذا الوطن، وهو يتقدم بخطى ثابتة ومستقرة نحو استعادة مكانته وقيمته، وخاضت بصدق وتجرد معركتي البناء والبقاء بإخلاص وإصرار يلقيان بقيمتها ومكانتها، وأصبحت حالة وطنية تستحق التقدير والإعجاب، وهي تصنع بخيوط البساطة نسيجًا مصريًا عظيمًا، وبتصميم وطنى فائق الروعة".

وقال: إن تاريخ مصر عبر العصور قد سطر بتضحيات وإصرار أمة كان قدرها مواجهة موجات متتالية من التحديات، للعبور من جسر الأمل والإصرار نحو الريادة دوليًا وإقليميًا، وفى غضون ذلك كانت روح التحدى هي الغالبة على الشخصية المصرية بمكوناتها الشاملة.

وأضاف: "أراد الله أن تتجلى في مصرنا العزيزة عبقرية الجغرافيا وعراقة التاريخ وصلابة الشعب، وفى وسط هذه اللوحة الرائعة تبرز المرأة المصرية بألوان براقة تزيد من بهائها وروعتها، وكانت مساهمتها في بناء مجد أمتنا هي المساهمة الأعظم".

وتابع: "لست أظننى أحيد عن الحقيقة حين أؤكد بأن المرأة المصرية هي التي صنعت لهذا الوطن روعته، وزرعت في أرضه الطيبة أشجار البهجة والإنسانية، فهي الأم التي ربت وسهرت وضحت، وهى الزوجة التي تحملت وأخلصت وهى الأخت الفاضلة والابنة التي تبتهج بها القلوب".

وقال: "تتواتر علينا خلال شهر مارس من كل عام مجموعة من المناسبات المرتبطة بالمرأة في مصر والعالم، ففي الثامن منه نحتفل باليوم العالمى للمرأة والذي يحيى ذكرى عقد أول اجتماع للاتحاد النسائى الديمقراطي العالمى، وفى السادس عشر من مارس كل عام نحتفل في مصر بيوم المرأة المصرية، والذي يحمل لنا معه ذكرى نفتخر بها، حين سقطت الشهيدات الثائرات في عام 1919 من أجل استقلال الوطن برصاصات غدر وخسة أثناء تظاهرهن بقيادة هدى شعراوى".

اتحاد نسائي
وأضاف: "كما شهد نفس اليوم عام 1923 تأسيس أول اتحاد نسائي مصري، وفى ذات اليوم من عام 1956 حصلت المرأة المصرية على حقها في ممارسة العمل والمشاركة السياسية، ثم نختتم باليوم الحادى والعشرين الذي نشهد فيه لحظات الوفاء والامتنان العظيم لكل أم في عيدها، الأم التي ولدت لنا وطنًا قبل أن تلد لها ابنا".

وقال: "لذلك فإن جهود الدولة المبذولة لتمكين المرأة من كامل حقوقها وتكريمها بما تستحقه من تكريم لا بد أن يليق بما قدمته وتقدمه من تضحيات".

تمكين المرأة
وأضاف: "وضعت الدولة إستراتيجية متكاملة لتمكين المرأة في إطار مصر 2030، ومن خلال آليات فاعلة ومستدامة تضمن تنفيذها على الوجه الأكمل وتحقيق أهدافها بشكل كامل، وقد كان اعتمادي على المرأة ومجهوداتها في العمل التنفيذى غير المسبوق، حيث تمثل المرأة حاليًا نسبة 20% من الحكومة وتم تقلدها منصب المحافظ للمرة الأولى، كما كان تمثيلها النيابى في البرلمان غير مسبوق".

وتابع: "كانت توجيهاتى بتوفير كافة ما يلزم من إجراءات الحماية الاجتماعية للمرأة المعيلة، وتوفير سبل العيش الآمن لها ولأسرتها، سواء عن طريق برامج الحماية الاجتماعية أو من خلال مشروعات التمكين الاقتصادى".

وقال: "عملت الدولة على تقديم مشروعات لتغليظ عقوبة العنف ضد المرأة وحماية حقها في الميراث لمجلس النواب للتصديق عليها وتحويلها إلى أمر واقع، تحققه الإرادة السياسية والشعبية في صون كرامة المرأة وحقوقها، وأقول لكم بالصدق الذي عاهدتكم عليه، إننا عازمون على المضى قدمًا في العمل على ما بدأناه من جهود لدعم المرأة وصيانة حقوقها ليس فضلًا منا عليها بل حقًا لها علينا واجب النفاذ.. عظيمات مصر.. صوت الضمير النابض للوطنية وبالوطنية".

وأضاف: "أنتظر منكن الكثير من أجل هذا الوطن، كن ظهيرًا وطنيًا له.. لمصر، حافظات لعهدكن معه، رائدات في مسيرة العمل الوطنى في الرخاء قبل الشد، فمصر بكن ستقطع الخطوات الواسعة نحو المستقبل الذي نطمح به، مستقبل يستمد قوته من إلهام وتضحيات المرأة وتنمو فيه شجرة الأمل المروية بدماء الشهداء ويصنع له المجد النابع من الإصرار والعزيمة التي صاغت المرأة معانيها وخطت في صفحات الوطن سطورها".

وقال: "اجعلن العالم ينصت لصوت المصريين في إجلال وتقدير، اجعلن صوتكن للوطن وانحزن له دون غيره... للوطن.. المرأة المصرية وتضحياتها ستحيا إن شاء الله مصر".
الجريدة الرسمية