السيسي نجمة.. موسى طيارة
فاجأتني المذيعة على الهواء بقولها: أنت لا يعجبك العجب، وقد أعلنت غير مرة أنك ترفض المشهد الانتخابي الرئاسي، دون أن تدعو الناس للمشاركة في الانتخابات الرئاسية الحالية؟.. قلت: أنا أدعو الناس للمشاركة مهما كانت الصورة، لأن المشاركة فعل سياسي والمقاطعة أيضا فعل سياسي، ولكنّ هناك فعلا سياسيا آخر عرفته مصر طوال سنوات مضت، كان الشعب فيها يدرك أن مشاركته تتساوى مع عدم مشاركته.
خرجت الجماهير للمشاركة في الاستفتاء على الدستور، وقبلها للمشاركة في ثورتين مباركتين، لأنها أيقنت أن مشاركتها فعل سياسي له قيمة، وأيقنت أنها صاحبة القرار، وأن قرارها في الصندوق، أما الآن وأمام هذا المشهد الانتخابي الهزيل، فكيف نقنع الناس أن عدم مشاركتهم قد يمثل خطرًا على تجربة السيسي، أو خطرًا على ثورة ٣٠ يونيو؟!
تدهشني حملات التأييد، وتدهشني أكثر إطلالات المرشح موسى مصطفى موسى التي يتحدث فيها عن تحديه للمرشح عبد الفتاح السيسي.. القضية محسومة حتى لو خاض الانتخابات أشخاص آخرون بحجم أحمد شفيق، أو الفريق عنان.. القضية الآن هي في كيفية إقناع الناس أن هناك انتخابات، وأن عدم مشاركتهم في التصويت يعد تخليًا عن ٣٠ يونيو؟
الجماهير تزحف إلى ستاد القاهرة، عندما يتنافس فريقا الأهلي والزمالك، ولا يتساوى مع هذا الحماس إن كان الزمالك ينافس السكة، أو كان الأهلي ينافس طنطا، ولأن السيسي هو الأقوى وخصمه لا هو بالشخصية السياسية البارزة، ولا هو بالمنتمي إلى حزب قوي، وتعد عملية حصوله على مباركة وتأييد عدد من نواب الشعب واحدة من إطلالات الخيال العلمي الرسمي، ولا تقل عن مفاجأة علاج فيروس سي بالكفتة.
كنت أتمنى أن أرى في ساحة التنافس خصوما أقوياء لتدعيم التجربة، وقيادة المنطقة العربية، وإخراس الألسنة التي نصنع لها مادة تنالنا منها.. كنت أتمنى أن أرى عشرة مرشحين كبارا يتبارون في حب مصر، ويقدمون برامجهم للناس، وساعتها سنرى الناس في طوابير لا تنتهي.