رئيس التحرير
عصام كامل

سيخيب ظنهم!


الداعون لمقاطعة الانتخابات الرئاسية من المنتسبين لقوى سياسية داخل مصر، بالإضافة إلى أعداء مصر بالخارج في رأيي فإن مقاطعتهم المزعومة لا تعدو أن تكون سوى تشويه للانتخابات، وشو إعلامي أريد به توصيل رسالة سلبية عنها؛ وهي حلقة في سلسلة الهروب الكبير من تبعات النضال السياسي الذي هو دون سواه الطريق الأمثل والآمن لكسب الحقوق، وتحقيق المشاركة السياسية التي يعزف عنها البعض دون مسوغات مقبولة، اللهم إلا اعتقادات مغلوطة مفادها أن الحكومة تفعل ما تريد..


الأمر الذي قد يفسر لنا لماذا تتدنى نسب تلك المشاركة عندنا في عهود سابقة جاءت دون المستوى اللائق أو المنشود، بينما زادت تلك النسب في انتخابات النوادي والنقابات وغيرها.

الأمر الذي يعني أنه عزوف عن السياسة يلتمس أحد مسبباته في ضعف الأحزاب وغيابها عن الشارع، وعن عقل الجماهير التي لا ترى لها أثرا ملموسًا في حياتها يقنعها بالنزول لاختيار مرشحيها في أي استحقاقات انتخابية بدءًا بالمحليات مرورًا بالبرلمان وصولًا لقمة هرم السلطة ممثلًا في الرئاسة.

ربما تغير الوضع كثيرًا أو قليلًا بعد أحداث يناير وما تلاها من فعاليات شعرت فيها الجماهير أن ثمة مردودًا مباشرًا لتصويتهم وقيمة لأصواتهم في ظل شفافية حققها ولا يزال الإشراف القضائي التام على جميع مراحل العملية الانتخابية من خلال قاضٍ لكل صندوق أو لكل لجنة على أدنى تقدير.

ولا أدري كيف غاب عن الداعين للمقاطعة أن تحريضهم للناخبين على العزوف إنما هو سلب لحقوقهم السياسية، ودعوة للتنازل عن ثمرات نضال طويل أسفر عن تمكينهم من الرقابة على سير الانتخابات ومباشرة حقوقهم السياسية في اختيار ممثليهم في السلطة بلا وصاية، ولا تدخل من الجهة التنفيذية بأي صورة، ناهيك عما تشيعه دعواهم من الإحباط وتثبيط العزائم وصرف الناس عن أداء واجبهم لإحداث التغيير والمشاركة في صنع القرار.

دعاة المقاطعة سيخيب ظنهم وسيخرج ملايين المصريين إلى صناديق الانتخابات لاختيار رئيسهم وستكون أيام الانتخابات في 26 و27 و28 من الشهر الجاري أفراحا وأعيادا حقيقية، وقبل هذا وذاك ستكون أيام الوفاء لمصرنا العزيزة، لكي تستمر قوية شامخة ذات مكانة إقليمية وعالمية شاء من شاء وأبى من أبى.
الجريدة الرسمية