غريب في بيت الألتراس
فوجئت جماهير الرياضة المصرية اليوم بانطلاق هتاف سياسي شاذ أثناء مباراة النادي الأهلي مع فريق مونانا الجابونى، عندما اقتحم المدرجات عنصر مفاجئ لرابطة مشجعى الأهلي، وبروح القطيع ردد الشباب نداءه «افهم يا غبى.. الحرية مطلبى»، وهو الأمر الذي حول مباراة حقق فيها الأهلي نصرا غاليا على ضيفه الجابونى إلى معركة سياسية، وأعاد إلى الأذهان مرة أخرى التساؤل الأهم حول حقيقة الألتراس.
حدود معلوماتى أن الأمر لم يكن مخططا له، وأن واحدا من الألتراس فاجأ الجميع بترديد الهتاف الشاذ، وبروح القطيع سار من خلفه شباب لم يكن واحد منهم يعرف بحقيقته قبل التورط فيه.. كلامى ليس دفاعا عن الألتراس، وإنما يقع في دائرة ضرورة معالجة الأمر بحكمة، وإدارة حوار جدى مع روابط المشجعين.
الفكرة هنا أننا أمام أعداد كبيرة من الشباب، وإدارة الحوار أفضل من طريقة التعامل الأمني، فهم في النهاية أبناء مصر ويجب حمايتهم من أي اختراق لجماعات تستهدف خلق مساحات من الفرقة بين الشباب والدولة، والتركيز على اتساع الهوة بينهم وبين قادتهم، وهنا مكمن الخطر.
والسؤال: هل يمكن لجماعة إرهابية - بحكم محكمة، أن تصل إلى أحد هذه العناصر ويحدث ما حدث؟.. عهدنا بجماعة الإخوان أنهم قادرون على ذلك؟ وعهدنا بشباب مصر أنهم رافضون لهذه الجماعة، وكان لهم دور فعال في مواجهتها وتفويت الفرصة أهم من إدارة الملف بطريقة أمنية لن نربح فيها أعدادا من شبابنا الذين نتصور أنهم جزء من تجربتنا في مطاردة الإرهاب ومموليه وجماعاته.. الإدارة الحكيمة للأزمة تضيف إلينا قوة شبابية كلنا بحاجة إليها!