رئيس التحرير
عصام كامل

عاشت مصر وماتت الجماعة.. انتخابات الرئاسة تكشف انهيار الإخوان.. اختفاء جحافل الذباب الإلكتروني.. غياب تام لـ «الشوشرة والتحريض الممنهج».. قيادي لأعضاء التنظيم: «ما تعلقوش أملكم علينا في

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يوم ثقيل الظل على جماعة الإخوان الإرهابية وأتباعها. هكذا يمكن وصف ردود أفعال الجماعة، على تفاعل المصريين خارج مصر، الإيجابي للغاية، في أول يوم، بانتخابات الرئاسة؛ لم يصدر منهم إلا تعليقات شحيحة، لا يمكن مقارناتها إطلاقا بالأعوام الماضية، التي شهدت مصر فيها فعاليات انتخابية، وسط تحريض ممنهج، وعمليات قصف إعلامي، كان يتم التخديم عليها في كافة منصات التواصل الاجتماعي.


اختفاء الإخوان

لم تشهد مواقع التواصل الاجتماعي، أي تواجد للإخوان، وغابت بشكل تام الهاشتاجات المسيئة، ولم يتم رصد أي مشاركات جماعية، يفهم منها توجيه للشوشرة على الحالة المبهجة التي خلفتها المشاركات الضخمة في أغلب دول العالم، وبصفة خاصة «الخليج».

فقط رصد الدكتور سعيد المغربي، المشرف على غرفة انتخابات المصريين بالخارج بالاتحاد العام للمصريين في الخارج، محاولة بائسة لـ" 15" شخصًا إخوانيًا في بريطانيا، حاولوا اليوم تعطيل الانتخابات الرئاسية أمام السفارة المصرية في لندن، وعندما رأوا الحشود المصرية الداعمة للانتخابات فروا وهربوا.

خلاف ذلك، كان الحضور الأبرز اليوم، للجماعة، محصورا في حالة حسرة كبرى، عبر عنها عز الدين دويدار، القيادي في الجبهة الشبابية، المناوئة للعواجيز، الذي طالب الإخوان وأهالي المسجونين وغيرهم، بعدم التعويل على إخوان تركيا، مؤكدا أنهم مجموعات من المنتفعين، لا يمتلكون أية حلول لأي شيء.

سبوبة الجماعة في تركيا

«دويدار» لم يكتف بذلك، بل شن هجوما شرسًا، يعبر عن خيبة أمل الجماعة، في تحصيل فاتورة التحريض طوال السنوات الماضية، على ضرب أركان الدولة، وإفشال مؤسساتها، وقال نصا: «يا جماعة والله وبقولها بمنتهى الإخلاص والصدق، وأنا واحد من اللي مغتربين في تركيا؛ ما تنتظروش أي حاجة من أي تنظيم، أو هيئة أو حركة أو شخص أو مجموعة في تركيا».

وتابع: «مافيش حد هنا عنده رؤية، أو خطط أو أمل، أو إرادة، إنه يعمل حاجة تستاهل تتعشموا فيها، أو تنتظروها لحلحلة الوضع في مصر»، مردفا: «الناس هنا مش متقسمة مجموعات، وتنظيمات، وطبقات».

واستكمل القيادي الشاب هجومه الشرس على الجميع: «هنا طبقة الكبار والمسئولون والقادة السابقون والحاليون سواء في الإخوان أو الأحزاب والتيارات أو غيرهم، جميعهم مشغولون بتأسيس استثماراتهم الشخصية، وشراء العقارات والمزارع والمصانع والسعي للجنسية البديلة، وبناء شبكات علاقاتهم الشخصية؛ الثورة بالنسبة لهم قضية إنسانية تثير الشفقة من بعيد».

المنتفعون إعلاميون وسياسيون

وأضاف: «أما طبقة المنتفعين والمستفيدين، هم شخصيات إعلامية أو سياسية أو تنظيمية بعضها شهيرة أو غير شهيرة، بتحاول تكون من الطبقة الأولى، ومشغولين لتحقيق هذا من خلال - تملق وخدمة الطبقة الأولى - بناء مجد شخصي وزيادة مساحة أدوارهم بالمزايدة في قضايا الثورة، أو الإخوان أو تقمص أدوار بطولية لبناء أكبر رصيد من الأموال، وبالنسبة لهم الثورة سبوبة والوضع الحالي فرصة، مهما قالوا عكس دا وتباكوا على الثورة الماضية ومظالمها».

وتابع: «الطبقة الثالثة والأكبر عددا ودول المسحوقين ــ المهاجرين جبرا ــ اللي بيدوروا على أكل عيشهم لمحاولة النجاة من موعد استحقاق إيجار السكن آخر الشهر، وغالبيتهم شباب كان ثوري في مصر وعليه أحكام وقضايا، لكنهم فقدوا الأمل واتقطع نفسهم وفقدوا كل شئ في رحلتهم لتركيا، ودفعوا دم قلبهم واتبهدلوا على ما وصلوا، واتداس عليهم بالجزم لحد ما جابوا لمس أكتاف ومبقاش الواحد منهم قادر يرفع راسه».

واختتم: «بعضهم شيوخ أو كبار مخلصين وطيبين غلابه، مكانوش منتفعين في دائرة البزنس ولا القيادة ولا السياسة واتفاجئوا إنهم في العمر دا مضطرين يهربوا ويشتغلوا أي حاجة عشان يعيشوا، أو ينتظروا دعما من جهة ما يساعدهم على العيش، وطبعا الدعم بيستلزم السكوت، والطبقة التالتة دي كلها مافيش في إيدها اللي يغير حالها، وبالتالي مفيش حاجه يقدروا يعملوها للي في مصر».

تحريض وتشكيك

طارق البشبيشي، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى إن المشهد الانتخابي في الخارج، يظهر معدن المصريين الحقيقي، وقت الشعور بالخطر، ولا يزال يدهش العالم، وذلك بمعزل عن الجماعة وأربابها.

وأضاف البشبيشي، أن هناك من كان يتوقع، انصراف المصريين عن صناديق الانتخابات، بسبب عمليات التحريض والتشكيك التي مارستها دول، وأجهزة مخابرات ضد الدولة المصرية، وضد شخص الرئيس السيسي، موضحا أن مشهد الانتخابات في الخارج، واحتشاد المصريين بالطوابير، بالكويت والسعودية والإمارات، يبعث رسالة قوية لأهل الشر داخل مصر وخارجها، أن المصريين لن يتخلوا عن وطنهم أبدا، وقت احتياجه لهم.

وعن تصريحات عز الدين دويدار، يقول الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إنه لم يأت بجديد؛ الإخوان دائما ما يبحثون عن مصالحهم الشخصية، خاصة بعدما فشلت كل محاولاتهم، لتغيير الأوضاع في مصر.
الجريدة الرسمية