رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد صالح أحمد يكتب: الصين بين الريادة والاستبداد

أحمد صالح
أحمد صالح

إذا فاوضت عصفورا على البقاء داخل القفص مقابل التزامك بتوفير الماء والغذاء له لطار بعيدا تعبيرا عن اختيار الحرية، فلا قيمة للرخاء مع القهر ولا سعادة للعبيد ولو كانت إقامتهم داخل القصور.


قدمت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في الصين اقتراحا لإلغاء القيود المفروضة على مدة الولاية لحكم الرئيس المحددة وفقا للدستور بولايتين اثنتين كل واحدة مدتها خمس سنوات وقد تمت موافقة مجلس الشعب على المقترح ليستفيد منها الرئيس الحالى (شى جينبينج ) الذي تنتهى مدة ولايته الثانية إذا أعيد انتخابة في عام 2023 وسيصبح بعدها من حقة الترشح ما دام حيا !

وقد يرى البعض حتمية ارتباط التنمية مع الحزم وسيطرة الحكم وأن يتوحد الجميع خلف قيادة تقبض على مفاصل الدولة بيد من حديد حيث كانت تجارب الماضي في العديد من الدول الآسيوية تربط ما بين النهضة وما يسمى (بالاستبداد العادل) فالرئيس دينج شياو بينج الذي قاد الصين في أواخر السبعينيات من القرن الماضى عرف عنة الانفراد التام بالسلطة وقد وجة كلمة يوما للشعب (أنتم تتركوا لى السياسية وانا اقودكم للرخاء) وقد نجح فعليا بعدها في نقل الاقتصاد الصينى النامى إلى متقدم بعد أن اعتمد سياسة السوق المنفتح وإرسال البعثات للبلاد الأوروبية لدراسة طرق الإدارة الحديثة والاقتصاد والهندسة ثم اعتمد على العائدين منهم في الإدارة وجنى ثمار هذه المرحلة لكنة قمع العديد من المظاهرات وعرف بالتضييق على حرية الرأى.

نموذج آخر للمستبد العادل يتمثل في صاحب الانطلاقة الاقتصادية بسنغافورة لى كوان الذي قاد الحكم من عام 1954 حتى عام 1992 منفردا تماما بالسلطة محققا معدلات مبهرة في التنمية والنهضة.

إلا أن الربط السابق خاطئ فهناك دولا ديمقراطية كثيرة حققت نجاحا ونمو لافتا بعيدا عن الاستبداد والانفراد بالقرارات فالإدارة الصحيحة للاقتصاد والقرارات التي تناسب ظروف كل دولة وكذلك الاعتماد على الدراسات العلمية الحديثة هي السبيل للتفوق والنهضة أما الأنظمة السياسية وأشكال الحكم المختلفة امبراطوري جمهورى أو ملكى فلا دخل لها بالتنمية والاقتصاد أما مقايضة الرخاء بالاستبداد فهى معيبة كمن يخيرك بين الماء والهواء وكلاهما لاغنى عنة للبقاء كذلك فمن فقد الحرية فقد كل شىء بل فقد الحياة.
الجريدة الرسمية