رئيس التحرير
عصام كامل

أمينة السعيد تكتب: العزة والمجد لـ«مصر»

أمينة السعيد
أمينة السعيد

في منتصف عام 1953 أعلنت بريطانيا عن اختفاء طيار إنجليزى من القوات البريطانية في منطقة القنال واتهمت بعض القوات المصرية بخطفه بعدما أشيع أن شخصا يرتدى سترة عسكرية هو الذي اختطفه.


وجهت بريطانيا إنذارا شديد اللهجة إلى الحكومة المصرية بضرورة رجوع الطيار الإنجليزي خلال 24 ساعة وإلا ستدك قواعدهم، وفى مجلة المصور عام 1953 كتبت الصحفية أمينة السعيد مقالا ردا على هذا الإنذار قالت فيه:

علمنا أن انذارا بريطانيا تقدم إلى الحكومة المصرية بسبب اختفاء طيار إنجليزي.. كأننا مسئولون عن كل مخلوق منهم يهرب أو يختفى بأى صورة من الصور.

وعجبا كيف امتلأ الإنذار البريطانى بتهديدات ظاهرة ومستترة.. توحى بما قد يصيبنا إذا لم نشق الأرض لتخرج لهم طيارهم المفقود.

ويظن هؤلاء المستعمرون بعقليتهم الضيقة أننا سوف نرتعد خوفا لتهديداتهم، وقد نسوا أننا ذقنا الأمرين منهم خلال سبعين سنة كاملة منهم. فعلوا بنا فيها كل ألوان الشرور والآثام.. فنالنا على أيديهم الذل والهوان والتشريد.. حتى لم يبق في جعبتهم جديد.

ولم تزدنا اعتداءاتهم إلا بغضا لهم وتشبثا بالتخلص من كل أثر لنفوذهم، ويسرنا بالغ السرور إذا رفضت حكومتنا ذلك الإنذار الغشوم.. فهذا أقل ما يرد به على أولئك الطغاة المستعمرين.

فلسنا نبال بما يحدث أو نخاف، ذلك لأنهم يملكون سلاحا، ونحن نملك إيمانا، وهم الضعفاء بطغيانهم، ونحن الأقوياء بحقنا وكرامتنا.

وليس بيننا والحمد لله إلا كل راغب في اقتلاع جذور الاستعمار مهما كلفنا ذلك من تضحيات غالية، أولادنا لمصر، أزواجنا لمصر، ونحن قبلهم لمصر إلى آخر امرأة منا، وإذا لم يكن من الموت بد فأكرم لنا أن نموت في الذود عن حياتنا أبطالا.. من أن نلفظ أرواحنا في الجحور كالفئران، أو نحيا حياة الذل والمهانة.. وإنها والله لحياة أقبح من الموت، وفى النهاية فإن المجد والعزة لمصر بإذن الله.
الجريدة الرسمية