«لعن الله الفقر» رحلة غارمين إلى شمس الحرية (فيديو وصور)
"الفقر" ذلك هي تهمتهم التي ألقت بهم في غياهب السجون، وذلك هو الطاعون الذي أكل من عمرهم وصحتهم.
لم يكونوا مجرمين قتلوا أو سرقوا حتى يلقوا في السجون بل كانوا غارمين أذلتهم الديون وبعثرت حياتهم، هربا من الديانة والسجن، حتى أرغمتهم على رفع راية الاستسلام.
محمد متولي.. قصة أغرب من الخيال
في ساحة أحد الفنادق الكبيرة بوسط القاهرة وقف رجل في العقد الثامن من عمره ينظر بعينيه يمينا ويسارا إلى الحاضرين يتفقد ملامحهم ويبتسم إليهم يحاول أن يخفى مظاهر تعب الحياة التي ظهرت عليه.
بأياد مرتعشة وصوت منخفض سرد لنا محمد متولي محمد، قصته التي أدت به إلى خلف أسوار السجن، يقول إنه طوال 85 عاما وأنا أقدم العطاء ولم ينقطع يومًا، ولم أكل من تقديم كل كلمات الشكر رغم ضيق ذات اليد وقلة العمل وانقطاع الرزق لفترات طويلة.
ابن قرية السماعنة بمركز فاقوس الشرقية لم يرزقه الله بالأولاد وفى أحد الأيام وهو ذاهب إلى أرضه التي يزرعها بالقطن وجد طفلة لم يتعد على ولادتها بضع ساعات ملقاة على الأرض أسفل شجرة فأخذها وكل علامات السعادة ظهرت على وجهه فجأة معتقدا أن الله عوضه عن كل الأيام التي حرم منها بالأطفال فأخذها إلى البيت مسرعا فرحا بأنه أصبح لديه طفل وسريعا ما قام بتبنيها وقام بتربيتها على أكمل وجه بصحبة زوجته التي شاركته أفراحه وهمومه.
لحظات وبدأت دموع الرجل الكبير تذرف من عينيه عندما سرد اللحظات التي وضعته داخل السجن، قائلا إنه مع مرور الأيام والشهور اكتشفت أن الطفلة تعانى من مرض ما فسارعت بها إلى الأطباء واكتشفت وقتها أنها مريضة بضمور بالمخ وشلل رباعى، قد نتج بعد طفولتها بعد أن اصطدمت رأسها بالأرض مما أسفر عن وجود كسر بالجمجمة ومن هنا بدأت برحلة علاجها التي استمرت 33 عاما، أقوم بشراء كل ما يحتاجه علاجها من أدوية ومستلزمات طبية، وأيام وتظهر مشكلة أخرى، تكسر ظهرى وهى إصابة زوجتى بالسرطان فمن هنا بدأت في اقتراض الأموال من هنا وهناك من أجل أن أنجح في علاج الفتاة وزوجتى حتى دخلت السجن.
حريق وخراب ديار وسجن
"100 ألف جنيه، مبلغ كان سببا في دخولى السجن" هكذا تتحدث هالة أحمد الصعيدى من الغربية ولديها 4 أبناء.
تقول إن زوجها كان يملك ورشة لتصنيع الأحذية، وفى أحد الأيام شب حريق كبير داخل محتويات الورشة مما أسفر عن وفاة اثنين من العاملين وإصابة آخر، كما أسفر الحريق بإصابة زوجها إصابة كبيرة تسببت في إعاقته بشكل كامل قبل أن تلزمهم المحكمة بتعويض أهالي المتوفين بمبلغ 100 ألف جنيه.
من هنا بدأت الصعاب مع هالة خصوصا في ظل إصابة زوجها وعدم قدرته على العمل من ناحية ومن ناحية أخرى أطفالها الصغار الذين كانوا يحتاجون إلى الرعاية فلم تجد حلا إلا أن تقترض من البنوك لسداد قرار المحكمة بسد مبلغ 100 ألف جنيه ومع مرور الأيام لم تستطع هالة سداد المبلغ فتم ملاحقتها أمنيا وتم القبض عليها وتنفيذ حكم قضائى عليها كان مدته 8 سنوات قبل أن يتم الإفراج عنها.
"تجهيز البنات" ثمنه السجن
تحكي سالمة عبدالرحمن أسباب دخولها إلى السجن حيث قالت إنها لديها 3 بنات وعندما شعرت أن بناتها بدان في الكبر فكرت في تجهيزهن بجهاز العرائس وبالفعل هذا هو ما حدث معها عندما قررت أن تقوم بتجهيزهن بكل شيء مثل الفتيات الأخرى حتى لا تشعر بناتها بأنهن ينقصهن شيء فقامت بشراء الأجهزة الكهربائية عن طريق السداد بنظام القسط في ظل أن زوجها يعمل باليومية ويحاول مساعدتها.
مرت الأيام والشهور وتكاثرت الديون والأقساط على سلمى التي لم تجد حلا سوى الاستسلام للواقع فعجزت عن السداد فقام التجار بشكوتها وعلى الفور تم حبسها والحكم عليها يالسجن لمدة 7 سنوات قبل أن يتم الإفراج عنها.
متاعب الحياة لم تشفع لحنان صاحبة ال41 عاما من عمرها من أن تذوق مرارة الأيام والتواجد وسط ظلام الزنازين فزوجها كان السبب في دخولها السجن بعد أن أدمن تعاطى المخدرات فانفصلت عنه وقررت مواجهة الحياة لوحدها هي وابنتها التي كانت على وشك الزواج وكانت تريد أن تؤمن حياتها عن طريق عش الزوجية، فقررت مد يدها إلى كل غريب وقريب لتجهيز ابنتها وهو ما حدث، وبعد زواج ابنتها لم تجد حنان من يسد الدين عنها فواجهته بمفردها ولكن لم تستطع الصمود كثيرا حتى سقطت في يد القضاء وتم حبسها لمدة 6 سنوات.