سر نجاح إخوان موريتانيا في النجاة من مصير «الجماعة».. في طريق الانفصال عن التنظيم الأم.. نهضة تونس وتجربة تركيا مثلهم الأعلى.. يستثمرون فرصة تراجع القوميين واليسار.. يرفضون شعار «الإسلا
تشهد جماعة الإخوان في موريتانيا، أوضاعًا مختلفة، عن نظيرتها في الأقطار الإسلامية والعربية- صعودا على المستوى السياسي والاجتماعي، وأسهم تعلو على حساب معارضة، تشهد انكماشا حادا، وبشكل خاص التيارات البعثية والقومية واليسارية في البلاد، وهو ما لعبت عليه الإخوان جيدا، وجندت خبراتها التنظيمية في استقطاب الشباب، لاستغلال ضعف البديل المدني، على الساحة الموريتانية.
علاقتها بالجماعة الأم
على المستوى الفكري، لا يختلف الجناح الموريتاني عن أفكار الجماعة الأم في مصر، ولكنهم وأسوة بإخوان تونس، يروجون بشدة حاليا لانفصالهم عن المرجعية الإخوانية العالمية؛ بسبب تراجع الجماعة الأم، وتشوه صورتها خلال الأعوام الماضية، من جراء تصرفاتها المعادية للدول في المنطقة، وليس في مصر وحدها.
يضع إخوان موريتانيا التجربة التركية نصب أعينهم، وكذلك حركة التحديث التي بدأت في ماليزيا، والمغرب والنهضة وحماس مؤخرا؛ لتدشين مشروع محلي، بعدما أثبتت الأعوام الماضية، أن الفكر الإخواني الموحد، لم يعد قادرا على الاستمرار؛ تم وضعه تحت الاختبار، وأثبت سطحية التمسح في مبدأ «الإسلام هو الحل»، وفشل الإخوان، في تقديم إجابات واضحة، خلال فترات حكمهم القصيرة، بالأعوام الماضية، عن طبيعة الدولة التي يريدونها، سواء كانت مدنية أم دينية، ولأي مدى يأملون في تحقيق الشريعة، وكيف سيتعاملون معها، في كليتها أم في جانب هامشي من الحدود والأحكام.
المحلي أكثر جاذبية
ويرى إخوان موريتانيا، أن المشاريع المحلية، أكثر جاذبية، خصوصا أن الجناح الموريتاني، لديه القدرة، على التفاعل بشكل مباشر مع محور السعودية والإمارات، في ظل ضعف الحياة السياسية والأحزاب الهشة، وحتى أحزاب السلطة، التي تغيرت أسماؤها أكثر من مرة، دون أن يكون هناك تغييرا في الأشخاص، والوسائل والأسلوب.
ويعمل حزب تواصل، ذراع الإخوان السياسي في موريتانيا، على البدء في اتخاذ خطوات جادة، لممارسة سياسة، بالمعنى التنظيمي، وليس الانطلاق من مفاهيم، جماعة دينية، وهي الكارثة التي عزلت الإخوان عن الحكم في مصر؛ بسبب السعي لأخونة الدولة.
التنظيم الدولي انتهى
يرى سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن التنظيم العالمي للإخوان انتهى فعليا؛ بسبب نكبات إخوان مصر، موضحا أن الكثير من أذرع التنظيم في الخارج، تسعى حاليا لتوفيق أوضاعها، وتفضل محلية الفكرة، على عالميتها وعموميتها.
ويرى «عيد» أن التجربة التونسية، التي تأخذ خطوات كبيرة نحو التغيير، والتحول تجاه المدنية، مع الابتعاد عن المنهج الديني، في إدارة شئون السياسة، ونجاحها في ذلك، بات ملهمًا للكثير من أذرع التنظيم، لأخذ خطوات مماثلة، على أمل نتيجة مشابهة.