لا سمع لهم ولا طاعة.. عصام تليمة يفضح مؤامرات «أمين عام الإخوان».. رفض مبادرات التنظيم الدولي لحل الأزمة الداخلية.. يحتقر معارضيه.. يشرد الكماليين ويطردهم دون تحقيق.. يزور قرارات تنظيمية في
لا سمع لهم ولا طاعة.. هكذا لخص عصام تليمة، القيادي بجماعة الإخوان الإرهابية، مدير مكتب القرضاوي السابق، وضع كبار الإخوان حاليا، في إطار الحرب الدائرة بين الأطراف المتصارعة داخل الجماعة، بسبب حوار محمود حسين، الأمين العام للتنظيم، قبل أيام مع قناة الجزيرة، الذي رفض فيه الاعتراف بالمعارضين لهم، واعتبرهم مجموعات منشقة لا وزن لها.
وكشف عصام تليمة، تفاصيل خطيرة عن ما دار في الغرف المغلقة خلال الأشهر الماضية، وأزال الستار عن الدور الذي لعبه محمود حسين، تحديدا، لإبقاء الصدام بين الصف، وتعطيل الوصول لصيغة توافقية، لحماية الجماعة من خطر الانشقاق الدائر منذ أربعة أعوام.
سمسار نزاعات
وقال تليمة في تصريحاته له، نشرته قناة الجزيرة قبل قليل، إن أمين عام الإخوان الأسبق، يطلق مثل هذه التصريحات المعادية، كلما هدأت النزاعات بين الإخوان، مؤكدا أن حديثه انطوى على مغالطات كبيرة، ولا يسع مثله السكوت عليها، لأنه كان طرفا في كثير منها، وشاهدا على أحداثها.
وتابع: منذ عامين، اتفقت مجموعة من أهل العلم في الإخوان، بحسب وصفه، على إنهاء الخلاف بين الطرفين، فاجتمعوا بأكثر من بلد، ووضعوا الخطة العملية لذلك، خصوصا بعد رفض محموعة "حسين" مبادرة الشيخ القرضاوي وأحمد الريسوني، وخالد مشعل.
وأضاف: كما رفض قيادات الإخوان، مبادرة تحالف دعم الشرعية التي قام بها القيادي السلفي عطية عدلان، كما رفضوا مبادرة الشيخ محمد الحسن الددو والشيخ سالم الشيخي، ومبادرة المكاتب الإدارية العشرة داخل مصر، ومحاولات أخرى كثيرة لم يعلن عنها، كل هذا رفضه محمود حسين وفريقه.
وتابع: شكلت القيادات التاريخية، هيئة سميت هيئة علماء الإخوان، واستبعدت من عضويتها كل من له رأي مستقل، أو موقف من طريقة إدارة الجماعة وجمعوا بقية المشايخ التابعين لهم، والتقوا أكثر من مرة وكانوا يأتون إسطنبول دون سلام لنا أو لقاء معنا، واستكمل: دعت مجموعة مشايخ محمود حسين بقية العلماء في إسطنبول ممن يعارضونه، أو يصنفون على أنهم معارضة، ووافق علماء إخوان إسطنبول على الحضور مع من قدموا من الخارج.
وأردف: كان العدد يقارب الـ(18)، منهم أربعة أو خمسة، ممن يصنفون على المعارضة، لمجموعة محمود حسين، بما يعني أن التصويت سيكون محسومًا من البداية ضد المعارضين، وهو ما جعلهم يستقرون بعد مداولات على ترشيح أربعة علماء يتواصلون مع الطرفين في الإخوان لإنهاء الخلاف، وهم: الشيخ عبد الخالق الشريف، والدكتور إسماعيل علي، والدكتور منير جمعة، والدكتور حاتم عبد العظيم، وحُدد منير جمعة للاتصال بمحمود حسين.
وتابع: فوجئنا بعبد الخالق ينسحب ويعتذر عن المهمة، لإيمانه أنه لا يوجد خلاف وأن القيادة واحدة، ومن اختلف معها فقد خرج عنها، كما صرح بذلك في الاجتماع، ورفض كلامه وقتها منير جمعة، مضيفا: اتصل الأخير بمحمود حسين، وكان حوارا متعاليا من "حسين"، وبفوقية لا تقبل مع علماء، وقال له إن اللجنة قد تجاوزت صلاحيتها، وليس مسموحا لها بالتدخل في مثل هذه القضايا وحسبها أن تبحث ما تكلف به فقط.
وتابع: قال له أيضا، لا توجد خلافات داخل الجماعة أصلا، فقال له منير جمعة: نزيل الشحناء التي في النفوس، فقال محمود حسين: لا توجد شحناء بين الإخوان، ورفض استقبال لجنة العلماء.
الإعفاء من التنظيم
وتابع تليمة: أشاع أتباع محمود حسين، أن من خالفوهم قد فصلوا، أو حسب عبارتهم الكاذبة وقتها، أن هؤلاء قد قاموا بإعفاء أنفسهم من التنظيم، وهو كلام كذب، وللأسف خرج منهم في شهر رمضان، وكان البعض ينشره في معتكفات العشر الأواخر في المساجد، لم يجدوا ما يتقربون به لله، إلا الكذب على إخوانهم، وزادوا على ذلك أننا نريد تحويل الجماعة لحزب سياسي، كما فعلت النهضة في تونس، وفق ما جاء في البريد الكاذب الذي نزلوه لصفوف الإخوان في مصر، وكان فيه تحذير شديد منا وكأننا خرجنا عن الدين.
وأضاف: لم يخرج لنا محمود حسين، طلب الإعفاء الذي قدمناه، وهل هناك إعفاء دون طلب من صاحبه، وهل يبعد إنسان من الجماعة دون تحقيق، كما حدث مع وجوه كبيرة وكفاءات ممتازة في الجماعة تم تجميدها ثم إبعادها.
واختتم: انتهت ولاية هذه القيادات منذ عام 2014، ودخلت مدة أخرى بحلول عام 2018م وهم مصرون على البقاء في مناصبهم دون انتخابات، وهذا يخلع عنهم صفة الشرعية، ولا يوجب لهم سمعا ولا طاعة، لا من الناحية الشرعية ولا من الناحية التنظيمية.
يرى الشيخ محمد دحروج، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن استخدام الدين في تصفية حسابات الإخوان، وعلاقاتهم ببعضهم، يشبه ما يفعلوه عندما يلجأون لدغدغة مشاعر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، تحت راية الدين.
وأوضح "دحروج"، أن الإخوان أصبحت جماعة مهلهلة فكريا، وفي طريقها للزوال، بعد تمزق نسيجها الدولي، خصوصا أنها تعاني فسادا داخليا وديكتاتورية وانشقاقات، تؤكد على تطابق قاعدة، "فاقد الشيء لا يعطيه".