زيارة ولي العهد السعودي والتعاون المشترك
زيارة ولى العهد السعودى لبلدنا أسعدت المصريين.. فهو أخ شقيق وأمير دولة شقيقة غالية على القلوب.. لها من المواقف التي لا تنسى.. فيها مواقف لعلاقات قوية وأهداف مشتركة بين مصر والسعودية وستظل كذلك للأبد.
لقد كانت زيارة ناجحة بكل المقاييس.. حيث شاهد على الطبيعة ما وصلت إليه مصر من إنجازات حقيقية.. وهو ما سيعود على الجانبين من منافع مشتركة.. ولأننا جميعًا نريد أن نحقق غدًا أفضل ونريد الرفعة لأمتنا العربية ونعلم تمامًا كم التهديدات التي تحيق بها فإن هناك الكثير من أبواب التكامل بيننا.. لابد أن نبدأ فيها من الآن والسؤال موجه إلى جامعتنا العربية الموقرة.. لماذا تأخر التكامل الذي ننادي به منذ عقود؟! هل لا توجد خطة لذلك أم أنه توجد خطة ولكنه لم يتم تنفيذها؟!
نملك الموارد البشرية ونملك المواد الخام ونشترى التكنولوجيا.. إلا أننا نعمل بمفردنا دون أن نتكامل وينقصنا فقط الإرادة.. هناك حلقة مفرغة لابد أن نجدها حتى يستكمل البناء.
نعلم تمامًا التحديات التي تواجه المنطقة.. ونعلم تمامًا أن الثروات الطبيعية لدى الدول مصيرها إلى الزوال وأن التنمية المستدامة هي تنمية البشر وهم العنصر الحاكم لتحقيق الحضارة.
كم من موارد لم يتم استغلالها.. وكم من إمكانيات مهدرة تنتظر من يستخدمها بكفاءة.. فلا سبيل آخر إلا سبيل التكامل بيننا.. ولهذا لابد من وضع خطة حقيقية تتولاها الوزارات المختصة لتنسيق الجهود، وهو ما نحتاجه بشدة في الفترة المقبلة.
نجحت الوحدة الأوروبية في تحقيق التكامل مع أن الوحدة العربية سبقتها في الوجود.. ولكن للأسف مع مرور الزمان أصبحت الوحدة الأوروبية حقيقة على أرض الواقع وأصبحت الوحدة العربية إطارًا بلا صورة.
هل سننتظر سنوات أخرى من العمل الفردي أم أننا سنتغير لتتكامل الجهود الهادفة لصنع مستقبل أفضل للمنطقة العربية مستقبل لا يعتمد على البحث عن الثروات الطبيعية بقدر ما يعتمد على الثروة البشرية أولا وعلى الموارد ثانيا.
ننتظر هذا الملف أن يتم الاقتناع به أولا أنه سيكون خيرًا للدول كافة.. ولن يكون هذا الملف هو ملف لتقديم المعونات، إنما مصالح مشتركة كفيلة بتحقيق المكاسب للأطراف جميعًا والأهم البدء فيه من الآن.
نريد الكثير من التواصل المستمر والزيارات البناءة التي تتكامل فيها الجهود لخلق مستقبل أفضل لأبنائنا والمنطقة العربية، وحينئذ ستتحقق الآمال حين نكتفي بمواردنا ونتكامل وسيصبح القرار معنا فمن يملك قوته يملك قراره.
