رئيس التحرير
عصام كامل

أهالي اختطفوا أبناءهم لطلب فدية.. «أم» تخطف طفلها وتطلب مليون جنيه من زوجها بالفيوم.. «تاجر» يخفي ابنه لجمع المال من عائلته.. و«قانوني»: لا توجد عقوبة إعمالا لمبدأ سلامة

فيتو

«خطف طفل وطلب فدية».. جملة اعتدنا قراءتها، ودائما ما يكون الخاطف مجرم يرغب في الحصول على فدية، ولكن من الجديد أن نسمع عن جرائم خطف للأبناء على يد آبائهم، خلال السنوات الماضية تكررت تلك الواقعة كثيرا ما أثار التساؤل حول عقوبة تلك الجريمة، وهل تخضع لعقاب مثل الخطف من قبل المجرمين أم لا.


فدية الفيوم
محافظة «الفيوم» نشطت بها مؤخرا جرائم خطف الآباء لأبنائهم من أجل الفدية، حيث تلقى مركز شرطة طامية بلاغا من المواطن «خميس ر ع» تاجر ملابس، ومقيم بقرية دبانة الكبيرة دائرة المركز، باختفاء نجله «محمد» البالغ من العمر 5 سنوات، أثناء لهوه بمحيط المنزل بالقرية.

وورد اتصال على هاتف عم المبلغ «رمضان 37 عاما»، تاجر ملابس ومقيم بذات الناحية، من شخص مجهول يطلب مبلغ مالي مقابل إطلاق سراحه، وبناء عليه توجه فريق بحث برئاسة مدير المباحث الجنائية لكشف غموض الحادث، وضبط مرتكبيه، وبالفعل توصلت النيابة إلى أن مرتكب الواقعة هو والد الطفل المخطوف.

وأوضحت تفاصيل التحقيقات، أن والد الطفل قام باختلاق واقعة اختطاف نجله لإجبار أفراد عائلته على جمع المبلغ المالي المطلوب لاستعادة نجله، وذلك لمروره بضائقة مالية قام على إثرها بالاستدانة من أحد الأشخاص وحرر له عدة إيصالات أمانة، حيث عجز في الآونة الأخيرة عن سداد دينه ما دعا دائنيه لتهديده وتهديد زوجته الضامنة له، وتم تحرير محضر بالواقعة.

اقرأ: «آباء لا يعرفون الرحمة أرادوا معاقبة أبنائهم فقتلوهم»

مليون جنيه
الواقعة السابقة لم تكن الأولى في الفيوم، فأول أمس شهدت المحافظة واقعة أخرى، حيث تلقى قسم شرطة مركز سنورس، بلاغا من «جمال. ح»، باختطاف نجل شقيقه 5 أعوام، أثناء ذهابه لدار تحفيظ القرآن الكريم بالقرية، ولم يتهم أحدا بالواقعة، وفي وقت لاحق وردت رسائل على هاتفه المحمول من عدة أرقام «محددة»، من أشخاص مجهولين يطلبون مبلغ مالي مقابل إطلاق سراحه.

وأثناء البحث والتحري تم إطلاق سراح الطفل والعثور عليه على ساحل بحيرة قارون، وبمناقشته قرر أن والدته «هالة. ر»، 36 عاما ربة منزل، اصطحبته داخل «توك توك»، وسلمته لأحد الأشخاص لا يعرفه، وفي اليوم التالي قام ذلك الشخص باصطحابه وتركه في مكان العثور عليه.

وجرى ضبط المتهمين، فأقرت الأولى بالاشتراك مع باقي المتهمين في ارتكاب الواقعة بقصد ابتزاز زوجها «والد الطفل»، الذي يعمل بإحدى الدول العربية، لمرورها بضائقة مالية، وأنهم أخفوا الطفل بإحدى الشاليهات بقرية تونس دائرة مركز شرطة يوسف الصديق، مؤجرة للثالث مقابل طلب فدية من والده قدرها مليون جنيه، وأطلقوا سراح الطفل عقب علمهم باكتشاف الواقعة.

جدة تخطف حفيدها
وفي أبريل 2013، تلقت مديرية الأمن ببني سويف إخطارا من مأمور مركز ببا يفيد باختفاء الطفل يوسف شعبان أحمد، 3 سنوات من أمام منزله بقرية قمبش بمركز ببا، وتلقت أسرته عددًا من المكالمات من مجهول يطلب مبلغ 100 ألف جنيه فدية نظير تسليمه لهم.

وتبين من التحريات أنه بعد إجراء التحريات اللازمة والتتبع أوضح قيام المدعوة دولات كمال عويس (47 سنة) وزوجها وبناتها الـ3 خالات الطفل، وجميعهم يقيمون بحي الغمراوي في مدينة بني سويف، قاموا عقب انتهاء زيارتهم لابنتها فاطمة أم الطفل، والمقيمة بقرية قمبش الحمراء، التابعة لمركز ببا باختطاف طفلها من أمام المنزل، واصطحابه إلى محل سكنهم، وإخفائه والدفع بأحد الأشخاص المجهولين بالاتصال بابنتها، لطلب فدية 100 ألف جنيه نظير تسليمه لهم.

وجرى القبض على الجناة وتحرر محضر بالواقعة تحت رقم 1496، وتولت النيابة التحقيق مع المتهمين.

تابع: ضرب الآباء «عقوق ومعصية»

مبدأ سلامة النية
وبهذا الصدد، يقول هشام مراد، المحامى، أنه لا يوجد في القانون عقوبة واضحة ومباشرة تقع على الأب أو الأم في حالة خطفهم أبنائهم، لإعمال مبدأ سلامة النية في هذا الأمر.

وأضاف في تصريحات صحفية، إذا تم كسر الحضانة بالخطف انتقاما من الأم ووقع أذى على الطفل، جسدى أو نفسي، كما يحدث في الفترة الحالية بتعدى آباء على أطفالهم بشكل وحشي، يحول الأب إلى مستشفى الأمراض العقلية والعصبية للكشف على عقله، موضحا أنها تعد ظواهر شاذة وجميعها استثناءات تكون أسبابها نفسية.

وتابع: المادة «٢٩٢» من قانون العقوبات تنص على: «أن يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنة، أو بغرامة لا تزيد على خمسمائة جنيه مصرى أي الوالدين أو الجدين إذا لم يسلم ولده الصغير إلى من له الحق في طلبه، بناء على قرار من جهة القضاء صادر بشأن حضانته أو حفظه، فإذا قام أي من الوالدين أو الجدين بخطفه بنفسه أو بواسطة غيره، ممن لهم بمقتضى قرار من جهة القضاء حق حضانته أو حفظه ولو كان ذلك بغير تحايل أو إكراه».
الجريدة الرسمية