رئيس التحرير
عصام كامل

ضرب الآباء «عقوق ومعصية».. سمية: «الدلع الزائد» يعود على الوالدين بشكل سلبي.. استشاري أسرة: يجب زرع القيم الدينية بنفوس الأبناء.. داعية: إهانة الوالدين من الكبائر


"وبالوالدين إحسانا" هكذا قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، وأمر الأبناء بطاعة الوالدين والبر إليهما، ولكن للأسف ظهرت بعض الظواهر السلبية في المجتمعات العربية مؤخرا أبرزها ضرب الأبناء لأمهاتهم وآبائهم مما يثير تساؤلا حول سبب تلك الجريمة وعواقبها النفسية والدينية.


وفي هذا السياق قالت سمية السيد 44 عاما، بالفعل هناك أبناء يقوموا بضرب أمهاتهم وآبائهم وهذا يعود لـ"الدلع الزائد" من قبل الوالدين للأبناء مما يعود عليهم بشكل سيئ، لذا على كل أم وأب الاعتدال في تربية أبنائهم.

قلة دين
وقال محمود أحمد 50 سنة: إن ضرب الأبناء لوالديهما بسبب "قلة تربية ودين"، وللأسف الأب والأم يقع عليهما مسئولية ذلك لأنهما فشلوا في تربية أبنائهما.

وقالت نيفين حمدى 27 عاما: إنه داين تدان فمن ضرب والده اليوم سيضربه ابنه غدا، هكذا هي الحياة، وعادة يحدث ذلك بسبب الانحراف الأخلاقى للشباب خاصة في ظل ظروف المجتمع هذه الأيام.

وقال أحمد شريف 20 عاما: إن الله أوصى بالوالدين ولكن هناك أسباب تدفع الشاب لضرب والديه أهمها قسوتهم عليه في تربيتهم له أو حرمانه من أشياء كثيرة أو معاملته بشكل سيئ أو دلعه بشكل زائد، وبالتالى في كل الأحوال المسئولية لا تقع على الشاب وحده بل تقع أيضا على الوالدين لأن الجزاء من جنس العمل.

زرع القيم
ومن جانبها قالت الدكتورة زينب مهدى معالج نفسى واستشاري أسري: إن هناك دوافع نفسية لضرب الشباب لآبائهم وأمهاتهم منها، التربية السيئة أو ما يسمى بالتنشئة التربوية الخاطئة، حيث يوجد كثير من الآباء والأمهات يعطوا لأولادهم حجم أكبر من حجمهم في كل شيء حتى يبدأ الابن في التطاول على والديه، ومن الأسباب الأخرى أيضا القسوة المبالغ فيها على الأبناء من قبل الوالدين، وقلة بل انعدام الوعي الديني في الأسرة بشكل عام، لذا يجب زرع القيم الدينية بنفوس الأبناء منذ الصغر ومعاملتهم وتربيتهم بشكل سوى ومعتدل.

بينما قالت الدكتورة إيمان السيد معالج نفسي بمستشفي الصحة النفسية بالدقهلية: إنه من أسوء ما يحدث في التربية الخاطئة تربية أجيال ذوى شخصية غير سوية أو غير مستقرة وأول من يقع عليهم عبء هذه التربية السيئة هم الوالدين منذ صغر الأبناء، ونعلم أنه من الطبيعي أن يخطأ الطفل في كثير من الأمور وأنه يجب على الوالدين تصحيح هذه الأخطاء وتعديل سلوكيات أبنائهم بطريقة تتلاءم مع أعمارهم وأخطائهم.

وأضافت أنه يجب أن يكون الوالدين على قدر من الثقافة والوعي والتربية النفسية لنشأة أبناء سويين، ولكن للأسف العنف يولد العنف فكثيرا مانجد آباء وأمهات يتعاملوا بعنف وقسوة وعصبية مع أبنائهم طوال مراحلهم العمرية، وبالتالى يصبح الأبناء غير قابلين لوالديهم، ولديهم الكثير من الرغبة في التخلص من كم الطاقة السلبية المختزنة بداخلهم على والديهم، فيعبرون عن ذلك بالغضب وكثيرا بالتطاول عليهم .

وتابعت، «يجب أن نعلم أولا أننا من نؤدي بأولادنا لتلك السلوكيات الخطيرة التي تحولهم إلى مضطريبين نفسيين، وبالتالى على كل أب وأم معاملة أبنائهم بالحسني وتفهم المراحل العمرية وطرق التربية السلمية وخاصة النفسية وتوفير جو من الأمان والطمأنينة داخل المنزل بدون عنف أو نبذ أو المقارنة والذم والتسلط على الأبناء لأنها تدمر الأبناء نفسيا».

من الكبائر
بينما قال الشيخ محمد عباس أحد علماء الأزهر الشريف: إن ضرب الوالدين وإهانتهم من الكبائر التي تغضب الله كثيرا، فقد نهى الله في كتابه العزيز عن قول "أف" للوالدين، فما بالكم بالضرب والإهانة، حيث أمر الله بطاعة الوالدين والإحسان لهم كما قال في القرآن الكريم: "وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"

وأضاف، «وبالتالى لا يجوز الاستخفاف بهم وإهانتهم وحتى لو كانوا أساءوا في تربية الأبناء أو عاملوهم بقسوة فلا يحق للأبناء ضربهم، لأن الله عز وجل، قال: صاحبوهم بالمعروف حتى ولو كان الأبوين مشركين بالله وهذا ذنب عظيم ولكن من رحمة الله أنه أمر بالإحسان للوالدين حتى ولو كانوا مشركين، إذا ضرب الوالدين من الكبائر وعلى الابن الذي فعل ذلك أن يستغفر ربه ويتوب ويندم على فعلته ولا يكررها مرة أخرى».
الجريدة الرسمية