رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

طى النسيان


المقصود بحق الأفراد بالدخول فى طى النسيان هو الحق فى بقاء ماضيهم محاطاً بسياج من الكتمان وعدم خروجه بعد مرور فترة زمنية عليه إلى حيز الضوء أو بمعنى آخر هو عدم إلقاء الأضواء على أحداث ووقائع مضت من حياة الأفراد متى دخلت فى طى النسيان لمرور فترة زمنية على حدوثها أو كما يقول أحد الأصدقاء أن الحق فى الدخول فى طى النسيان هو حق الشخص فى عدم بعث الماضى من ظلمات النسيان وإلقاء الأضواء عليه .


ونظراً لأن المصلحة التاريخية قد تستدعى الإعلان والكشف عن أحداث ووقائع تتصل بحياة بعض الشخصيات بصورة شخصية للإلمام ومعرفة أحداث التاريخ ومثال ذلك حياة الزعماء ورؤساء الحكومات ورؤساء الدول والملوك والأمراء سواء كانت حياتهم العاطفية أو الصحية أو العائلية الأسرية وطبيعة دخلهم، كل هذه الأمور تفسر العديد من القرارات التاريخية المصيرية وتعكس أيضاً كل الأسرار وأسباب النصر والهزيمة فى الحروب العسكرية وهنا لا مجال للقول بالحق فى بقاء الماضى محاطاً بسياج من الكتمان والدخول فى طى النسيان لأن المصلحة العامة أو مصلحة المجتمع فى سرد الحقائق لتكون شاهدة على الأحداث وصدقها أهم وأكثر غلبة من مصلحة الأفراد الشخصية وتعد قيداً على الحق فى الحياة الخاصة .

ولذلك يكون من الصواب الفصل بين الحق فى النسيان والحق فى الخصوصية، كما أنه من الطبيعى أنه لا يجوز حرمان الإنسان من الحق فى الدخول فى طى النسيان استنادا لشهرة الشخص وذلك لأن ذلك الشخص لا يصلح أن يكون أسوأ حالاً من شخص أذنب وكفر عن جريمة ارتكبها حتى لا تظهر فى صحيفة الحالة الجنائية لذلك الشخص .

هناك رأى آخر يؤكد أن حق الإنسان فى الدخول فى طى النسيان يعد من ضمن عناصر الحق فى الحياة الخاصة ويدخل فى نظافة الحياة الشخصية للفرد لأن حرمة تلك الحياة تشمل وتتضمن جميع الأمور والمسائل التى عاشها الإنسان فى الماضى أو يعيشها فى الحاضر وهنا يجب وضع سياج من السرية والكتمان على الأسرار والوقائع الخاصة بالشخصية نظراً لمرور فترة زمنية عليها وإن تم الإعلان والكشف عن تلك الأسرار فإن ذلك يعد انتهاكاً واعتداءً واضحاً على الحياة الخاصة للأشخاص .

ويرى جانب من الفقه أن الحق فى الدخول فى طى النسيان يدخل بحسب الأصل فى نطاق الحق فى الحياة الخاصة وهو الاتجاه الراجح فى القضاء الأمريكى حيث قضت المحكمة هناك فى إحدى القضايا حيث تم اتهام ساقطة فى جريمة قتل وفض بالبراءة وبدأت بعد ذلك حياة جديدة فى صورة سيدة محترمة وبعد مرور سبعة أعوام تم عرض فيلم يحكى فيه قصة حياتها وتعرض الفيلم لأسرار حياتها وكشف عن شخصيتها حيث ظهرت الممثلة لدور هذه السيدة قبل أن تتزوج وقالت المحكمة فى أسباب حكمها إن مجرد نشر قصة حياة السيدة لا يؤدى فى حد ذاته لمسئولية المنتج فهذه الوقائع عامة عرضت على الكافة ولكن استعمال الاسم الحقيقى لهذه السيدة فى وقائع هذا الفيلم يعتبر مساساً بحقها فى الخصوصية وإعادة نشر هذه الوقائع فى ظل ظروف معينة مثل الكشف عن تاريخ حياتها أمام أصدقائها الجدد يؤدى إلى ظهور عنصر جديد يجعل النشر ماساً بحقها فى الخصوصية والقضاء الأمريكى يعتبر الإعلان عن وقائع تتعلق بحياة الإنسان عن فترة مضت أمراً مباحاً إلا إذا كانت تلك الوقائع تشين الشخص أو الرجل العادى وإما إذا كان النشر لا يقلل من شأن الشخص فإنه لا يعد اعتداءً على الحق فى الخصوصية وإذا دعت المصلحة العامة النشر أو الإعلان عن أسرار فهنا لا يجوز الاحتجاج بأنه يعد انتهاكاً للحق فى الحياة الخاصة ... وللحديث بقية .

Advertisements
الجريدة الرسمية