على باب وزير الداخلية!
رغم عدم وجودى في مصر فإنى متابع جيد للأحداث المتوالية على أراضيها ورغم أنى كنت أنتوى أن يكون مقالي عن موضوع آخر يتعلق بالتجربة الهندية، فإن رسائل عديدة وصلتنى من أهالي قريتي "قرية مسارة بأسيوط" بشأن انتهاك عدد من ضباط مباحث ديروط حرمة أحد المنازل وبعثرة محتويات المنزل والتعامل الغليظ مع نساء المنزل خاصة أن الصور التي وصلتني تنم عن تعامل خارج نطاق الآدمية التي ينبغي أن تحترم، أكتب وأنا أعي أن هناك تحقيقًا سيتم لكي يأخذ كل ذى حق حقه.
أكتب هذا وأنا أعي تمامًا المهام الثقال الملقاة على كاهل رجال الشرطة... أكتب وأنا أعي أن الدماء الذكية التي تسال من أبناء مصر لن تضيع هدرًا وستتبدد أوهام الإرهاب الغاشم.. أكتب وأنا أدرك أنه ليس هناك تعارض أن نطالب باحترام حقوق الإنسان ومراعاة آدميته عند التعامل معه وبين تقديرنا لدور الشرطة في حفظ مقدرات الوطن والحفاظ على سلامة أراضيه.
أكتب من الهند بلد المتناقضات.. أكتب من الهند بلد الديانات المتعددة واللغات المختلفة أكتب من بلد يُحترم فيه الإنسان بل الحيوان، رأيت كيف يقوم حارس الفندق بتغطية الكلب الراقد في سلام أمام الفندق، حتى الحيوانات التي نراها عنيفة رأيتها أليفة عندهم من التعامل الراقي فترى تنوعًا في الحياة البرية والأشجار والغابات دون تدخل غير مقبول من الإنسان.
إن رأب الصدع في العلاقة بين جهاز الشرطة والمواطنين ضرورة تفرضها مقتضيات الواقع ولابد من تعزيز الثقة بينهما، خاصة وسط صفوف الضباط الجدد، حيث إن الفرق جلى عند التعامل مع قيادات الشرطة الأعلى رتبة وصغار الضباط وهذا ليس تعميمًا، فهناك الكثير من صغار الضباط يتعاملون معاملة كريمة مع المواطنين ويعون حقوقهم وواجباتهم.
ربما أخرجت أحداث يناير 2011 وما بعدها أسوأ ما فينا وشوهت كثيرًا العلاقة بين المواطن ورجل الشرطة، ولكن آن الأوان لصياغة جيدة لهذه العلاقة بدأت من جانب المواطن في تثمينه لجهود رجال الشرطة وعلى رجال الشرطة إدراك ذلك، والعمل جيدًا لنسج خيوط الاحترام المتبادل مع المواطنين.
وتبقى مهمة الداخلية قائمة في القبض على البلطجية والخارجين على القانون والهاربين من تنفيذ أحكامه.. تبقى مهمة الداخلية قائمة في تنفيذ سلطاتها المخولة لها في ضبط الخارجين على القانون، خاصة أن الكثير منهم يعمل بالكافيهات والمطاعم والمقاهي والكثير أيضًا حولوا الشوارع لموقف كبير يقومون بتأجيره!
نعم نريد عصا الأمن الغليظة أن تعود في مواجهة قوى البلطجة والخارجين على القانون في الوقت الذي نطالب فيه بحسن معاملة المواطنين الشرفاء واحترام حقوق الإنسان وليس هناك تناقض قط بين المطلبين.
إن دقة الظروف الراهنة تتطلب مجهودا مضاعفا من رجال الشرطة رغم تزايد حدة المخاطر المحيطة بهم حفظ الله مصر الوطن والشعب وجعل الله كيد الكائدين في نحورهم.