لماذا انحنى البابا تواضروس لتقبيل جثمان الأنبا فام؟
بدى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، متأثرا بنياحة الأنبا فام أسقف طما وتوابعها، خاصة عندما تطرق لتعزيته في العظة الأسبوعية التي ألقاها اليوم بكنيسة السيدة العذراء، بالأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
البابا تواضروس حبس «دموعه»، عند الحديث عن الأنبا فام، وصلى أن يعزى الله شعب الكنيسة خاصة في إيبارشية طما في نياحة الأنبا فام، الذي توفى في الخامس والعشرين من فبراير الماضي.
العلاقة بين الأنبا فام والبابا تواضروس، بدأت من دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، وهو الدير الذي شهد رهبنة الإثنين «البابا والأنبا» :«كنت أراه كثيرا في دير الأنبا بيشوي،- وقتها كنت راهبا وهو أسقفا-، يحضر فقرات التسبيح في هدوء، حيث أن التسبيح يأخذك إلى محضر الله»، وعدد البابا تواضروس الصفات التي امتاز بها أسقف الفيوم وتوابعها «امتاز بروح التسبيح الهادئ الملتزم، وعاش محبا وناقل للمحبة إلى الجميع، كما امتاز بالهدوء في جميع تعاملاته، حيث امتازت فترة خدمته بالهدوء والسلام والمحبة».
يدرك البابا تواضروس أن نياحة الأنبا فام، تركت حزنا جما في نفوس جميع من عرفوه لذا صلى أن يسكب الله تعزياته في قلوب شعب وكهنة وأساقفة ورهبان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ولم ينسى أن يعزي التنفيذيين الذين عرفوه عن قرب.
صورة التقطت للبابا تواضروس الثاني، في صلاة قداس التجنيز على جثمان الأنبا فام أسقف طما وتوابعها، والتي ترأسها البابا اليوم بالكنيسة البطرسية بالعباسية، يظهر فيها البابا وهو ينحني إلى الصندوق الخشبي الذي يضم جثمان الأسقف الراحل، ليقبله، وتكاد الدموع أن تنفلت من بين جفونه حزنا على رفيق الخدمة.
البابا تذكر خلال صلاة تجنيز الأنبا فام، زيارته لطما والتي كانت منذ 12 عاما، وقضى ليلة هناك، :«كانت ليلة طيبة مع الدارسين في فصول إعداد الخدام».
البابا تواضروس يحتفظ بذكريات خاصة في محافظة سوهاج والتي انتقل إليها منذ أن كان طفلا، رفقة أسرته، وظل هناك حتى سن التاسعة من عمره.
وتوفى الأنبا فام أسقف طما وتوابعها، في الخامس والعشرين من فبراير الماضي، خلال رحلة علاج في لندن، بعد صراع مع المرض.