رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس جامعة بغداد: الطلاب العراقيون تعرضوا لصعوبات نتيجة الحرب على داعش

فيتو

  • لدينا استراتيجية موضوعة لتطوير الجامعات من الناحية العلمية والبنية التحتية
  • الوافدون في الجامعات العراقية لا تتعدى نسبتهم 1% بسبب الصراعات

تعرضت دولة العراق، للعديد من الصعاب والتحديات؛ بسبب الصراعات التي تخوضها ضد تنظيم داعش، منذ شهر أغسطس، عام 2014، والذي تأثرت بها معظم البنى التحتية للمؤسسات الحكومية في مناطق النزاع، منها ما تساوى بالأرض، والآخر تعرض لأضرار جسيمة حالت دون العمل بها، وبالخصوص المنظومة التعليمية التي تمثل العمود الفقري لكل دولة، وبالخصوص الجامعات، ومدى الأضرار التي تعرضت لها بجانب الاستراتيجيات التي تنتهجها الحكومة لعودة الحياة التعليمية في مناطق النزاع لطبيعتها.. لذلك طرحنا بعض التساؤلات على الدكتور علاء عبد الرسول، رئيس جامعة بغداد، في الحوار التالي:


- ما التأثير الذي وقع على طلاب العراق في ظل الحرب على داعش؟
المشكلة الحقيقية كانت في المحافظات التي احتلتها داعش كالأنبار، وصلاح الدين، ولكن وزارة التعليم العالي والجامعات في المحافظات الأخرى استطاعت التغلب على تلك الأزمة، بأن استوعبت طلاب المحافظات التي تدور بها الصراعات في الجامعات الأخرى، ومن رغب في التأجيل تم تأجيل دراسته، وبدأ الطلاب الآن العودة لمحافظاتهم وتلقوا عامهم الدراسي بجامعاتهم الأصلية، بعد تطهير المنطقة من الإرهاب وإعمار ما تدمر من الجامعات والمؤسسات التي كانت بها الصراعات.

- كم عدد الجامعات التي تعرضت للتدمير في الحرب ضد داعش؟

تأثرت عدد من الجامعات في بعض المحافظات العراقية نتيجة الأعمال الإرهابية والحرب الضروس التي كانت ضد تنظيم داعش الإرهابي، حيث تأثرت 3 جامعات في محافظة نينوى، وفي صلاح الدين تأثرت جامعة واحدة فقط، أما الأنبار فكان حصيلة الدمار الذي حدث بها نتيجة الحرب من الناحية التعليمية هما جامعتين، فلدينا نحو 6 جامعات دمروا بشكل كامل في المحافظات التي سيطر عليها تنظيم داعش في البداية، وتم تحريرها خلال الفترة الأخيرة، ومع ذلك استوعبت باقي الجامعات جميع الطلبة الذين طالت جامعاتهم رحى الحرب.


- هل هناك حصر للخسائر التي طالت هذه الجامعات؟
كان الدمار الداعشي شاملًا على هذه الجامعات، وكان تدمير البنية التحتية كاملًا، سواء مكتبات، أو مراكز الأبحاث، وبدأت الآن عملية البناء والترميم بشكل شامل لهذه الجامعات، والطلاب عادوا للدراسة بها مرة أخرى، ومازالت عملية الإعمار مستمرة لإعادة بنائها بشكل كامل.

- ما دوركم كقيادات للجامعات العراقية في محاربة الفكر الإرهابي؟
قمنا بالعديد من الأنشطة، وأنشأنا العديد من الورش والندوات، والتوجيهات الوزارية، لكشف حقيقة الفكر الإرهابي والتطرف، وإبراز الأحداث التي تعرضت لها العراق لبناء وتوحيد المجتمع العراقي بالشكل الذي يحارب هذا الفكر التطرفي والإرهابي.

- هل هناك خطة مستقبلية لتطوير التعليم بعد نهاية الصراعات؟
لدينا استراتيجية موضوعة من قبل وزارة التعليم العالي، والجامعات، وهي لتطوير الجامعات من الناحية العلمية والبنية التحتية، ونتمنى أن يزور وفدًا عربيًا الجامعات البغدادية بعد التطوير ليروا على أرض الواقع، بعيدًا عن تهويل بعض وسائل الإعلام، الذي يصور أنه لا يوجد لدينا علمًا ولا تطوير، بعد هدم الإرهاب للمدارس، وهو على عكس ما يحدث الآن، وتحررنا من داعش وأصبحنا نمارس حياتنا بشكل طبيعي.

- ما أبرز العوائق التي تواجه التعليم في الوطن العربي؟
نحن ننظر إلى التعليم، على أنه أهم شيء بوطننا، وأكثر ما يعيق التعليم العالي بالتحديد هو التمويل، فالتعليم في معظم دول الوطن العربي هو تعليم مجاني، وهذا يتأثر بالواقع الاقتصادي للدولة، وهو ما يجعل مسألة التطوير محدودة بشكل كبيرة، وبدأ الاستثمار في التعليم بوطننا العربي، مع تدخل القطاع الخاص، وهو ما يسهم بشكل كبير في تطوير التعليم العالي، لذا فنحن بحاجة لتمويل حقيقي خاصة في مجال البحوث العلمية، لأن الشكل العام بالوطن العربي المبالغ المخصصة للبحوث العلمية قليلة جدًا مقارنة بالتخصصات الأخرى، وتمويل الأبحاث العلمية بالوطن العربي لا يتجاوز 1.2%، من مجمل الميزانيات التي تخصص للتعليم العالي.

- وهل تدعم الدول الأوروبية البحوث العلمية بشكل مختلف؟
نعم، في البلدان الأخرى تتجاوز ميزانية البحوث العلمية 4% من ميزانية الدولة، فقد شارك القطاع الخاص في تطوير البحث العلمي بالدول الأخرى، لأن الجامعات ليس لها قيمة دون البحوث العلمية.

- ألم تتلق الجامعات أي دعم خاصة مع الحروب القائمة بالعراق؟
لا يوجد أي دعم للجامعات الحكومية في العراق، لأنها ممولة من جهة الحكومة، والدعم للجامعات الخاصة فقط لدينا، ولم تتأثر بذلك، فما زالت جميع التمويلات تأتينا فقط من الدولة، ولدينا بكل محافظة الآن جامعة، وجامعات حكومية متخصصة، وجميعها مدعومة من قبل الدولة، وتتحملها الدولة بشكل كامل، والتعليم مجاني تمامًا بها، حيث تحصل على نحو 1% من موازنة الدولة، تشمل المرتبات والبحث العلمي، وتحصل جامعة بغداد كميزانية لها على نحو 500 مليون دولار سنويًا.

- كم عدد طلاب جامعة بغداد؟
لدينا 70 ألف طالب دراسات أولية، 8500 طالب دراسات عليا، ولدينا نحو 550 تخصصًا متنوعًا بالدراسات العليا للحصول على الدكتوراه والماجستير، ولدينا 24 كلية بالجامعة في جميع التخصصات، و4 مراكز بحثية في الليزر والهندسة الوراثية، ويوجد في الجامعة 7000 موظف.

- ما ميزانية الدولة المخصصة لدعم الطالب؟
الدولة تدعم الطالب العراقي بشكل كامل، فهو يدرس في الجامعة بشكل مجاني، ما عدا الأقسام الداخلية يؤخذ منهم مبالغ رمزية كل عام لا تتجاوز 100 دولار.

- كم عدد الطلاب الوافدين من الدول الخليجية للدراسة بالعراق؟
بسبب الوضع الأمني بالعراق؛ نواجه مشكلة مع عدد الوافدين من دول الخليج، لأن عددهم قليل نسبيًا، فكان عدد الوافدين قبل الصرعات نسبتهم نحو 10% من طلاب الجامعة، ولكن الآن وصلت نسبتهم إلى 1%؛ بسبب الوضع الأمني غير المستقر.

- ما الحيثيات التي تتبعها الجامعة في حالة تعرض أي طالبة للعنف بشتى أشكاله؟
نحن نطبق الآن القانون بشكل كامل، وتم فصل بعض الطلاب والأساتذة المتورطين في حوادث عنف في الجامعات، ولكن نتمنى في حالة حدوث أي أعمال عنف ضد الطالبات، يجب أن يبلغوا بذلك في الحال فور وقوع تعنيف أو تحرش، لكي نأخذ قرار ضد المتجاوز، والعقوبة في مثل هذه الأمور قد تصل إلى الفصل نهائيًا من الجامعة في حالة ثبوت البلاغ.

- هل سيكون هناك لقاءات أخرى للجامعات العربية في قضايا أخرى غير قضايا المرأة؟
هذا ما نتمناه، فالعلم لا يقف عند بلد واحدة، ولكنه يربط بين جميع الجامعات العربية والعالمية، ويجب أن تكون هناك لقاءات أخرى، ويجب توحيد الرؤية بين الجامعات العربية لتطوير الجامعات في الوطن العربي بشكل أفضل يخدم التواصل الفكري والبحثي والوصول إلى الرقي في جميع الجامعات العربية.
الجريدة الرسمية