رئيس التحرير
عصام كامل

هل حدث تغيير..!!


فى ٩ مارس ٢٠٠٨ أجرت الزميلة رانيا بدوى، الصحفية بجريدة المصرى اليوم، حديثا مطولاً مع محمد فايق وزير الإعلام الأسبق اختار منه بعض الفقرات.. فعندما سألته الصحفية، كيف كان يتخذ الرئيس عبدالناصر قراراته؟


فأجاب.. الرئيس لم ينفرد قط بقرار أمن الدولة فى عهده كانت دولة مؤسسات.. فكان يستشير الجهات المختصة دائما؛ فمثلا كان هناك اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى الذى كان يعرض عليها كل القرارات، وكان هو التنظيم السياسى الوحيد آنذاك، ثم استطرد قائلا ولكن اعتقد أن الزمن أثبت أن فكرة الحزب الواحد في الحكم فكرة فاشلة.

إذن لماذا يوصف حكم عبدالناصر بالديكتاتورية؟
- فرد.. هذا جاء ضمن الحملة الضارية في بداية السادات لتشويه عبدالناصر وطريقة حكمه، نظرا للرغبة في تغيير السياسات السابقة، وإن كنت أرى أن حكم عبدالناصر كان فيه كثير الديمقراطية، فالديمقراطية الحقيقية ليست فقط الديمقراطية السياسية، ولكن أيضا الديمقراطية الاجتماعية التى تعنى العدالة الاجتماعية، وعبدالناصر جاء بالجزء الأصعب من الديمقراطية وهو تحسين حال المجتمع، فحكمه كان من أجل الأغلبية العظمى من الشعب.

كيف ترى طبيعة الحكم فى مصر الآن؟
- نحن لسنا فى نظام تعدد حزبى حقيقي فهناك حزب واحد متضخم جدا فى سلطاته بالإضافة إلى هيمنته على الانتخابات.. إلخ.

هل نحن دولة مؤسسات؟ وإلى أى مدى توجد ديمقراطية فى حكم البلد الآن؟
- أى مؤسسات !! ونحن نجد فجأة قوانين تظهر وقرارات تم الموافقة عليها ولا يعرف أحد متى نوقشت وكيف ومتى صدرت وأى ديمقراطية وحزب الأغلبية يتخذ بالنيابة عن الجميع القرارات.. الديمقراطية تعنى مشاركة الرأى العام كما أن إحدى مشاكلنا الكبيرة الآن هى عدم الشفافية.. عدم الشفافية في القرارات والصفقات الكبرى.

كيف كان يختار عبدالناصر الوزراء ومعاونيه بشكل عام؟
- كان يختار أهل الكفاءة .. أما موضوع الثقة فلا يوجد رئيس دولة يختار أناسا ليسوا محل ثقة.

هل كان عبدالناصر يختار كل الوزراء بنفسه؟
- كالعادة هناك بعض الوزرات السيادية كالدفاع والخارجية والإعلام والداخلية يختارهم الرئيس بنفسه وباقى الوزراء إذا ما ساهم رئيس الوزراء فى اختيارهم فيجب موافقة الرئيس عليهم أولاً.

بماذا تصف التجاوزات التى حدثت مع الإخوان والشيوعيين آنذاك؟
- لقد حدثت بالفعل بعض التجاوزات، ولكنها أقل بكثير مما حدث فى المرحلتين التاليتين لمرحلة عبدالناصر.

الاعتقالات وقمع الحريات وزوار الفجر في العهد الناصرى؟
- ضرورة كان لابد منها.

السياسة الأمنية فى عهد مبارك.. هل هى أيضا كان لابد منها؟
- سيطرة الأجهزة الأمنية على كل مؤسسات الدولة الآن بشكل مبالغ فيه تمثل خطورة بالغة.. ناهيك عن حوادث التعذيب المتكررة.. ما يحدث الآن نوع من الانتهاك والتأمين لا يأتى بالعصا والبندقية.. إنما يأتى أكثر برضا الناس على القوانين.

- ترى لو سألت الصحفية هذه الأسئلة الأن فماذا ستكون إجابة أستاذنا محمد فائق.. وهل هناك شيء تغير بعد ثورة ٢٥ يناير فيما يخص اختبار الوزراء.. وإصدار القرارات.. وانفراد الحزب الحاكم، والسياسة الأمنية.. إلخ..

الجريدة الرسمية