أبو الفتوح إرهابيا
عندما تصدر محكمة جنايات قرارا بوضع عبد المنعم أبو الفتوح ضمن قوائم الإرهابيين، فإن الأمر يخرج من حالة التعليق على قرار محكمة إلى دائرة استخدام القانون والطعن على القرار، وفق إجراءات بعينها، غير أن هذا الأمر لا يحول بيننا وبين الحديث عن رؤية مغايرة.. رؤية سياسية للأمر برمته، إذ إن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح حتى هذه اللحظة رئيس حزب شرعي، ويمارس عمله السياسي وفق القانون والشرعية، وهو ما يفرض علينا أن نرى الموضوع بشكل مغاير لما تسير عليه الأمور.
عبد المنعم أبو الفتوح واحد ممن انشقوا على جماعة الإخوان، واستجاب بشكل أو بآخر لمعطيات ثورة ٣٠ يونيو، وآثر العمل السياسي وفق أجندة مختلفة لما سارت عليه جماعته الأصلية، وأتصور أن الاستفادة من وجود أبو الفتوح في المشهد السياسي أكبر بكثير من تهميشه أو إقصائه أو اتهامه، فالرؤى السياسية تفرض وجود هامش تتحرك فيه القيادات الحزبية بشكل أكثر اتساعا مما نمر به الآن.
أقول وللمرة الألف: إنني واحد ممن كان لهم موقف واضح من تيار الإسلام السياسي بكل طوائفه، عندما كان بعض كذابي الزفة، الذين يحيطون بالمشهد الآن، يغازلون الجماعة التي جاءت لتبقى في الحكم خمسة قرون.. أقول إن الواقع الاجتماعي والفسيفساء السياسية التي طرحت ثمارها على مدار أكثر من أربعين عاما، هي عمر التجربة التعددية الثانية، فرضا على الساحة معطيات لا يمكن تجاهلها أو التعامل معها بالحبس والتنكيل، إنما نحن بحاجة إلى آفاق سياسية تطرد الخبيث، وتبقى على الثمين في الشارع وبالشارع ومن أجل الشارع.