رئيس التحرير
عصام كامل

يوميات المستشار المتطرف مع رؤساء أمريكا.. منحوه لقب «القس» لخدماته للبيب الأبيض.. وجورج بوش ابنه الصغير.. اعتبر غزو العراق بداية لنشر المسيحية وتنصير سكانه.. توفي عن 99 عاما

القس بيلى جراهام
القس بيلى جراهام

«بيلى جراهام» مستشار رؤساء الولايات المتحدة المتطرفين والإعلامي المسيحي الأكثر تأثيرا وشهرة، الذي تخلى عن الحياة الكنسية التقليدية، وخرج عن ثوب الإنجيليين التقليديين للحصول على بقعة ضوء داخل الوسط الإعلامي الأمريكي، والتقرب من البيت الأبيض ليصبح المرشد الروحى لأكثر من عشرة رؤساء من رؤساء الولايات المتحدة؛ من دوايت أيزنهاور إلى جورج بوش الأب وبوش الابن.. عُرِف عنه دعمه لـ«الصهيونية المسيحية»، بالإضافة لعدائه الشديد للإسلام، حصل على لقب «القس الأمريكي» تقديرا لدوره، كما عُيِّن ابنه فرانكلين ليكون خلفا له ويكمل المسيرة.


صراع المرض
توفى القس الإنجيلى «بيلى جراهام»، خادم البيت الأبيض وعدو الإسلام اللدود، منذ أسبوعين عن عمر ناهز 99 عاما بعد صراع مع المرض.

ولد القس بيلى جراهام في 7 نوفمبر عام 1918 بمدينة كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة الأمريكية لأسرة بسيطة تضم أبًا مزارعًا وأمًّا بسيطة، ونشأ «بيلي» في ظروف قاسية، حيث عانت أسرته وهو في سن الحادية عشرة من فقر المعيشة، وفقد والده مزرعته وأمواله التي كان يحتفظ بها في بنك الفلاحين التجارى أثناء الأزمة الاقتصادية عام 1929.

التحق بيلى بعد المدرسة الثانوية بكلية بوب جونز المسيحية، ثم شعر بالضيق من الدراسة هناك، وانتقل إلى معهد الكتاب المقدس بفلوريدا، قبل الانتقال في كلية ويتون الليبرالية المسيحية الشهيرة.

الجيش الأمريكي
كان طموح جراهام العمل قسًّا في الجيش الأمريكي، إلا أن المرض حال دون تحقيق هذا الطموح، إلى أن تعافى بعد الحرب العالمية الثانية، وبدلا من ذلك ذهب إلى تنظيم مجموعات تبشيرية، هدفها التبشير بالمسيح، جابت أوروبا.

بالإضافة لذلك، كان لجراهام آراء سياسية موافقة للحزب الجمهورى الأمريكي، وظهرت جليَّة في عهد الرئيس الأمريكى الأسبق نيكسون، إلا أنه كان يفضل أن يظهر بالمظهر الحيادى في الأوساط السياسية، حيث كان يقول: «المسيحي لا يكون عضوًا في أي حزب».

من ناحية أخرى، كان لبيلى جراهام مواقف معادية للشيوعية أثناء الحرب الباردة، وعندما سُئِل عن تدخله في الشئون السياسية، أجاب: «أمور مثل الشيوعية والفصل العنصرى أعتقد أن من واجب الجميع التحدث عنها».

مستشار روحي

عمل جراهام مستشارا روحيا لعدد من الرؤساء الأمريكيين مثل «ريتشارد نيكسون، دوايت أيزنهاور، بيل كلينتون، جورج بوش الأب، جورج بوش الابن، جيمى كارتر، رونالد ريجان، ليندون جونسون، جيرالد فورد وباراك أوباما».. كانت علاقته أقوى مع أيزنهاور، وتطورت علاقته مع نيكسون عندما كان نائبا للرئيس، ولا يزال حتى الآن بيلى جراهام ورغم انحسار الأضواء عنه، هو الواعظ الأوسع شهرة وتأثيرا في القرن العشرين.

كان جراهام هو الواعظ الأول والخاص بالرؤساء الجمهوريين: أيزنهاور ونيكسون، وفورد، وريجان، وبوش الأب، وجاء ابنه فرانكلين جراهام، ليكمل مسيرة والده واعظا للبنتاجون خاصا –بالوراثة- للرئيس بوش الابن.

القس بيلى جراهام رجل معروف مألوف بين آل بوش، يقضى أحيانًا كثيرة إجازاته في إقامتهم الصيفية «كينيبنكبورت».

وفى عام 1986، ارتبط هذا «الراهب» بجورج بوش الذي كان يعانى من إدمان الخمر والمخدرات وآفات أخرى.

ولده الصغير
لم يكن بمقدور القس أن يمنع نفسه من اعتبار بوش الصغير مثل ولده البيولوجى فرانكلين الذي كان هو الآخر «ضالًّا» سالكًا لطريق النزق والعربدة.

يقال إن بيلى استطاع أن ينفذ إلى قلب الشاب بوش، ويجعله محلا لمحبة الله، كبرت كلمة جراهام في نفس بوش، وفجأة قرر الخروج بين عشية وضحاها من حاله السيئ، ويتخلى عن الخمر والكوكايين، ويتوجه إلى الرب والمسيح المخلص، هذه الصورة هي التي ظل يروجها المستشارون الإعلاميون لبوش طيلة حملته الانتخابية الرئاسية.

ویعد بیلى جراهام، الرجل الذي أثر بشكل مباشر وفاعل في حیاة الرئیس جورج بوش الدینیة، ونقله من الحیاة الدنیویة إلى الحیاة الروحیة القائمة على قاعدة مسیحیة صهیونیة أصولیة متطرفة.

وقد عرف عن بوش أنه كان یقرن حدیثه عنه بكلمة «أستاذي»، وقد قال عنه أكثر من مرة: «بیلى جراهام هو الرجل الذي قادنى إلى الله»، كما لقبه جورج بوش الأب بـ«القس الأمريكي».

قدم ابنه فرانكلین الصلوات في تدشین رئاستى بوش للولایات المتحدة عامى 2001 و2005، حيث عين بوش فرانكلين جراهام واعظا يترأس الصلاة العامة في حفل الافتتاح بمجرد أن اختير ليكون الرئيس الثالث والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية.

وفقًا لصحيفة «نيوزويك» الأمريكية فإن الإنجیلیین من أنصار الرئیس بوش، ومن بينهم بیلى وفرانكلین جراهام، رأوا في غزو واحتلال العراق «فاتحة لنشر المسیحیة هناك»، وكان رجال الكنیسة المعمدانیة أول الواصلین إلى هذا البلد سعیا وراء تنصیر أبنائه.

وحسبما جاء على موقع بیلى جراهام الإلكتروني، فإن ما یحدث في العراق یشير إلى «جوع روحي»، وهو ما یعنى في نظره -كما يقول:- «أن علاج العراقیین لا یتأتى إلا عن طریق تحولهم إلى العقیدة الإنجیلیة»!

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية