رئيس التحرير
عصام كامل

دعاوى قضائية لمكافحة النحس.. أب يتهم نجله بجلب الحظ السيئ.. زوج يطالب حرمان زوجته من حقوقها بسبب نحسها.. آخر يعاقب امرأته على جلبها الفقر للبيت.. وقصة شيماء «الأغرب»

محكمة الأسرة
محكمة الأسرة

«المنحوس منحوس حتى لو علقوا على راسه فانوس».. مثل شعبي يردده معظم المصريين، ويضعونه نصب أعينهم طيلة حياتهم، ويعلقون مشاكلهم على شماعة النحس، والأكثر من ذلك أنهم ابتدعوا افتكاسات وخزعبلات تحت شعار التحرر من جلب الحظ السيئ، لكن ما لا يتقبله عقل أن يصل الأمر لإقامة دعاوى قضائية تحت هذا المنطق؟!


الابن
بدأت أول حكاية عندما تزوجت "فاطمة.س" وهي في منتصف العشرينيات، وعاشت مع زوجها حياة سعيدة، حتى رزقهم الله بعد أول سنة من الزواج بـابنهما «محمد»، وبعدها بدأت أيام السعادة تنفرط وتمر، وحدثت المشاجرة بين الأب ومديره في العمل وتركه على أساسها، وظلت الزوجة بجانب زوجها في تلك الفترة الصعبة التي ظل فيه دون عمل، إلا أن معاملته تغيرت معها واعتدى عليها بالسب والضرب، واقتنع أن ابنه مصدر تعاسته وأنه جلب له الحظ السيئ، فاعتاد على ضربه بشدة.

تقول الزوجة: "عندما رأيت ضربه الشديد لابني بدأت أخاف عليه، وتركت له المنزل حتى يرجع إلى عقله وينتبه لما يفعله، فتمر الأيام والشهور والسنوات ولم يرجع أو حتى يرى ابنه الوحيد"، مما جعلني أقيم دعوى خلع أمام محكمة الأسرة بالقاهرة حملت رقم 491 لسنة 2018، حتى أتخلص من معاناتي، ولا أقع في الفتنة.

دعوى نشوز
لا أحد يعلم من الجاني ومن المجني عليه، بعدما أقام "إسلام.ص" دعوى أمام محكمة الأسرة بإمبابة الشهر الماضي، طالب فيها بإثبات نشوز زوجته، مدعيا أنه منذ زواجه منها وهي تتسبب في حدوث كوارث له من إجهاضها طفلين، ووفاة الثالث بعد ولادته بعام، وفصله من عمله، ومشيرا إلى أن الطامة الكبرى أنه اكتشاف أن لها شقيقتين مثلها أيضًا غير أن زوجيهما هربا منهما وطلقاهما.

وأضاف الزوج البالغ من العمر 33 عاما أنه وقع في شر زوجته الناقمة على كل ما تملكه، ما أدى إلى نزع البركة من حياتهما الزوجية، وتعرضهما لكوارث منذ زواجهما من حريق منزله، وخسارة كافة أثاثه واستدانته مبالغ، وتعرضه لمشكلات أدت لطرده من وظيفته وخسارته في التجارة التي حاول يقيمها.

وأكد إسلام الذي يعمل مهندسا معماريا، أنه لم يكن يعتقد بالفأل السيئ، لكنه بعد زواجه من "هالة" تأكد أنها من تسببت له في كل المصائب التي لم تنله هو فقط بل طالت والده، وشقيقته أصيبت بالشلل، وأصبحت عاجزة عن الحركة، وبعد رؤية زوجته لها، مضيفا: "ربنا ينتقم منها دمرت حياتي، وتركتني على الحديدة".

الوفاة
القصة الثالثة، كانت دعوى خلع أقامتها "سوسن.س" ضد زوجها "بكري.ف" أمام محكمة الأسرة بالجيزة لانفصاله عنها بعد عقد القران، وتركها كالمعلقة سنة و8 شهور، واتهامه لها أنه نحس وسبب وفاة والده ورفض تطليقها أو إتمام الزواج.

وقالت "سوسن" في دعواها، التي حملت رقم 2987 لسنة 2015، إنها وقعت مع زوج لا يعرف الله، مضيفة أنه تركها بسبب وفاة والده دون ذنب، واتهمها أنها "نحس وجلبت الفقر للبيت"، ولن يتزوجها خوفا على نفسه من الموت، متابعة أنها أرسلت له الكثير من الوسطاء حتى يتم الانفصال بالمعروف لكنه رفض، مشيرة إلى أنها طالبته بإتمام الزواج والتراجع عن تصرفاته غير المسئولة، إلا أنه أخبرها أنه سيتركها حتى تموت دون زواج.

وطالبت سوسن في دعواها بالحصول على حقها، قائلة: "أنا لم أفعل له شيئا وكنت أحبه لكنه أفسد كل شيء بسبب معتقداته ومعتقدات أهله الغربية واتهاماتهم الباطلة لي متناسيين أن الموت والحياة بيد الله".

قصة شيماء
في أكتوبر 2015، كانت محكمة الأسرة بمصر الجديدة على موعد مع قضية "شيماء.ج" بسبب النحس أيضا، حيث قررت رفع دعوى طلاق بعد زواج استمر 3 سنوات، لأن زوجها يتهمها دائما أن وجودها في حياته "أصابه بالنحس وقلة الحظ".

بدأت الزوجة حكايتها قائلة "عاد زوجي ذات يوم من العمل وقال لي إنه تم فصله مع عدد من الموظفين بسبب العمالة الزائدة، وحاولت أن أخفف عنه، لكني فوجئت برد فعله قائلا: إنتي وشك وحش عليا، أصلها أقدام وإنتي قدمك من أوله نحس".

وأضافت "كتمت حزني ووقفت بجانبه إلى أن يجد عملا آخر، وطلبت من عمي إيجاد فرصة عمل لزوجي بشركة أخرى، وبالفعل وفر له وذهب زوجي للعمل، وبعد مرور 6 أشهر تشاجر زوجي مع رئيسه في العمل، وتم فصله لإهانته رئيسه، ثم حاولت الخروج للبحث عن عمل لي فوجدت عملا براتب لن أتخيله، لكنه رفض، وطلب أن يذهب بدلا مني، لكن صاحب العمل رفض لأنه كان يحتاج لسكرتيرة، ضربني واتهمني بالنحس وطردني من المنزل".
الجريدة الرسمية