رئيس التحرير
عصام كامل

الشيخ الشعراوي: الكهرباء أفسدت حياة الناس

فيتو

في مارس 1982 نشرت مجلة المصور حوارا مطولا مع فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي حول الأحداث والشخصيات ودور المرأة في بناء المجتمع فقال:

لنفهم أولا قول رسول الله عندما قال (يكون في مهنة أهله) أي لما يدخل الرجل إلى بيته ويجد زوجه تعمل شيئا ما فعليه أن يساعدها، وليس معنى هذا أن أتركها بدون عمل تجلس لترعى نفسها فقط.

وقد فهمنا من التاريخ أن السيدة فاطمة تعبت يدها من الرحى، ونحن نقول إن المرأة تعمل الآن أعمالا أكثر من الأعمال البيتية ويأخذون من ذلك مبررا بأنها تدخل في كل شيء.

وقلنا من قبل إن كل جنس ينقسم إلى نوعين، ولو أن النوعين الاثنين رسالتهما واحدة لما انقسم الجنس إلى نوعين، ولكن أن ينقسم جنس واحد إلى نوعين فإن هناك صلة تجمعهما وأخرى تفرقهما.

فالإنسان رجل وامرأة، الجنس الإنساني رجل وامرأة، وهناك أمور مشتركة بينهما كجنس وأمور مختلفة كنوع، وهذا النوع ينقسم إلى أفراد، ولكل فرد خاصية، هذا مهندس وهذا طبيب وهذا صحفي لأن المجتمع يريد ذلك، وحجتي في ذلك قول الله تعالى " وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى".

ليل ونهار واسمهما زمن، إذن هذا الزمن ظرف ووعاء لأحداث، وانقسم إلى نوعين، والجنس كذلك وعاء للأحداث، إنما أي حدث يقع في هذا وأى حدث يقع في هذا وهذه هي النوعية، وفي الليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى، نحن ننحط بالبشر عندما ندخل الكهرباء إلى الريف ونقول إنها حضارة، فيوم أن دخلت الكهرباء الريف أفسدت الناس وصار الليل كله نهارا فانقلبت الآية، وأصبح الناس يسهرون الليل ويقومون النهار.

إن الليل له مهمة كما أن للنهار مهمة، الليل للسكون والراحة، والنهار للعمل حتى إن الآلة عندما تستغلها عشر ساعات فلا بد أن تريحها عشر ساعات أخرى هكذا الإنسان أيضا، ثم جاء بالذي يحدث الحركة أي وعاء الأحداث فقال " وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى".

فانقسم الإنسان إلى ذكر وأنثى وذلك لاختلاف المهمة حتى يجيء الليل وسكنه راحة، وقال: "وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا، وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى".

أي أن لكل واحد مهمة، ومن الشرف للمرأة أن كرمها الله وجعلها ست بيت إنما هم أرادوا لها غير ذلك، ضنوا عليهم بعرق حياتهم فأحبوا أن تشقى وتعرق.
الجريدة الرسمية