رئيس التحرير
عصام كامل

طالب من متحدي الإعاقة يروي موقفا إنسانيا: جابر نصار أكل على طبليتنا

فيتو

ليلة دامسة، قضاها على مرأى من النجوم الساهرة، يتلمس طريقه بطرف عصاه، فهي صديقه المخلص، الذي لا يتركه في أشد محنته، طرح مناجاته المجسدة لمعاناته التي عاشها على مدار سنوات وسنوات، راجيا من الله أن يرسل له من يناجيه من محنته، ويكون له يدا تنتشله من ظلمة طريقه الموحش.


"عنتر محمد" طالب بالفرقة الرابعة بكلية دار العلوم جامعة المنيا، ابتلاه الله ببتر قدميه، قضى سنوات راضيا بحاله قائلا: "عمري ما فكرت أقعد على كرسي متحرك أو تركيب جهاز، وذات يوم تعرفت على رفيق جديد من ذوي الاحتياجات الخاصة، مبتورة قدمه، ولكنه ارتدى جهازا وبدأ السير ورفع الأثقال بالجامعة" من هنا فكرت أقدم طلبا للجامعة إني أركب أطرافا صناعية".

تقدم "عنتر" بطلب للجامعة لتركيب أطراف صناعية، ووافق الدكتور جمال الدين على أبو المجد رئيس الجامعة على الطلب، وكذلك نائبه، تحول الطلب بعد ذلك للموظف المختص والذي طالب ببحث حالة اجتماعية، وإثبات قيد، وتقرير طبي، وبالفعل جهز عنتر كل الورق المطلوب، ولكن حتى وقتنا الحالي لم يتلق رد الجامعة، وتابع: "ملقتش فايدة من الجامعة، روحت لأول مرة في حياتي أنزل بوست، وفيه صورتي كاملة مبينة حالة البتر، وطلبت أن حد بتبنى حالتي".

لم تمكث الرسالة بضعة أيام، حتى كانت الاستجابة بين يديه، لم يتردد الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة السابق في تلبية طلب "عنتر"، في الحصول على أطراف صناعية ليتمكن من السير بشكل طبيعي، اتفق الدكتور جابر نصار مع شركة متخصصة على صناعة الأطراف الصناعية وانتهت خلال أربعة أيام، ليتسلمها "عنتر" ويحقق حلمه الصغير، ليقول "وادينا اتعلمنا المشي ولبسنا الجلبية من جديد".

وأكد "عنتر"، ردا على منتقدي التبرع، أن ما حدث، من تصرف إنساني للمتبرع لم يكن أبدا شو إعلامي، فجابر نصار ليس مجرد أستاذ جامعة، هو "إنسان بمعنى الكلمة، لو كان عايز شو إعلامي كان شير صورتي، ومكنش نزل المنيا مخصوص ونزل كل على طبلية بيتنا".

أصبح عنتر من أبطال جامعة المنيا في أسبوع الشباب متحدي الإعاقة، وحصل وفريقه على برونزية، وحصدت جامعة المنيا المركز الثالث في نفس الأسبوع بمسابقات متحدي الإعاقة، وأصبح الدكتور جابر نصار يمثل له أهم ما يمتلك في حياته ويصفه قائلا: "هو بالمعني الحرفي مهد لي كل الطرق لكي أحيا حياة كريمة، وسخره الله لكي يذهب اليأس من قاموس أيامي".


الجريدة الرسمية