رئيس التحرير
عصام كامل

«الآية اتقلبت».. أساليب عقاب الطلاب للمدرسين.. طالب يصفع معلم على وجهه.. «علقة» نصيب مدرس اعترض على تدخين التلاميذ في الفصل.. وخبير تربوي يوضح الأسباب والعقوبة القانونية

فيتو

«قف للمعلم وفه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولا».. هذه الجملة ضمن اللافتات المخططة على معظم أسوار مدارس الجمهورية، ولكن لا شيء يعلو على الانحطاط الأخلاقي، الذي يعاني منه المجتمع المصري الفترة الأخيرة، بعدما أصبح المعلم مُستهان في أعين الطلاب، يتحكمون فيهم بل ويعاقبونهم أيضًا في بعض الأحيان.


صفعة وجه
آخر الدلائل على ذلك ما شهدته مدرسة الزراعة بمدينة منوف بمحافظة المنوفية، من اعتداء طالب على وكيل المدرسة بصفعه على وجهه، وعقب محاولة المدرسين احتواء المشكلة تجمهر زملاء الطالب داخل فناء المدرسة، تم إبلاغ قوات الأمن وإلقاء القبض عليه، وتم التصالح عقب حضور ولى أمر الطالب واعتذاره للوكيل.

من جانبه، أكد الدكتور رضا الرشيدي، وكيل مديرية التربية والتعليم بمحافظة المنوفية، أنه تم إرسال لجنة من الشئون القانونية إلى المدرسة للتحقيق في الأمر.

المنيا
لم تختلف تلك الحادثة كثيرا عن الواقعة التي حدثت الشهر الماضي، عندما ألقت قوات الشرطة القبض على طالب؛ لاتهامه بالتعدي بـ«كتر» على معلم داخل الفصل، بمدرسة المنيا الثانوية الصناعية.

وكشفت التحريات أن "أ. ن"، 17 سنة، طالب، تعدى بسلاح أبيض على "ه. م"، 28 سنة، أمين معمل في المدرسة، محدثا إصابته بجرح قطعي بالوجه، وكسر باليد اليسرى؛ بسبب اعتراضه على تدخين الطالب السجائر داخل الفصل.

الدقهلية
وفي واقعة ثالثة اعتدى طالب ثانوي بمدرسة تمى الأمديد في محافظة الدقهلية، على معلم لغة إنجليزية بالضرب فأصابه بجرح غائر في رأسه، بعد معاتبته على التأخر عن طابور الصباح في نوفمبر 2016.

نُقل "هشام الجوهري" معلم اللغة الإنجليزية بمدرسة تمى الأمديد الثانوية، إلى المستشفى المركزي مصابا بجرح غائر في رأسه، وأكد الأطباء أن المعلم احتاج 8 غرز في الرأس، وتم وضعه تحت الملاحظة الطبية.

وأشارت التحريات إلى أن الطالب حضر إلى طابور الصباح متأخرا، فعاتبه المعلم، فما كان منه إلا أن اعتدى عليه، ودفعه بعنف على بوابة المدرسة، فأحدث إصابته.

الأسباب
وفي نفس السياق، أوضح الخبير التربوي، كمال مغيث، أسباب ذلك، والتي تتضمن انهيار منظومة التعليم، بعد أن أصبحت المدرسة غير معتد بها من وجهة نظر الكثير، فضاعت هيبة المدرسة، بعدما تحولت لمكان لقضاء وقت الفراغ.

وأشار إلى أن الوضع الاقتصادي يلعب أيضا دورا في ذلك، فالوضع المادي المتدني للمدرسين، يجعلهم يلجأون لتحسين أوضاعهم ذاتيا من خلال الدروس الخصوصية، التي جعلت أولياء الأمور يتحكمون فيهم بالأموال؛ لذلك أصبح الاعتداء عليهم ومعاملتهم معاملة سيئة أمر طبيعي.

وأكد الخبير التعليمي في تصريحات خاصة لـ«فيتو»على عدم وجود عقوبة قانونية تحمي المدرس من الاعتداء عليه، فتشديد العقوبة سيردع البعض من الإقبال على إهانة المدرسين.
الجريدة الرسمية