الرياضيون والفنانون يحسمون مصير «النجمة والطيارة»!
بداية من بعد غد الخميس لا صوت يعلو على صوت الانتخابات الرئاسية.. لا شيء أهم منها في الفترة المقبلة.. فالدوري حُسم بنسبة ١٠٠٪ للأهلي.. والأندية الهابطة لن يحزن عليها إلا أصحابها والألعاب الأخرى لا حس ولا خبر عنها.. والعزازي بطل المصارعة الذي هرب إلى أمريكا وحصل على جنسيتها لم يهتم بهروبه أحد.. ومنتخب كرة القدم سيحظى بالاهتمام كله بداية من أبريل.
إذا الحديث كله سيكون عن انتخاب رئيس مصر لأربع سنوات قادمة، وقد يقول البعض "يا عم المسألة محسومة.. السيسي ناجح ناجح حتى لو ترشح أمامه ترامب أو بوتين أو حتى ملكة إنجلترا".. مع احترامنا الشديد للمرشح الآخر موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد.. لكن السيسي لن يكون سعيدًا إذا نجح بالتزكية أو حصل على ٩٩٪ من الأصوات، لكن عبد الفتاح السيسي يهمه بالدرجة الأولى أن يخرج أكثر من أربعين مليونًا للإدلاء بأصواتهم حتى لو حصل على ٦٠٪ فقط من إجمالي الأصوات الصحيحة.
السيسي يهمه أن يخرج المصريون في مظهر حضاري يشرف مصر أمام العالم.. فالانتخابات الرئاسية المصرية ستنقلها كل أجهزة الإعلام في الكرة الأرضية.. صحف ومجلات وقنوات فضائية وأرضية ومحطات وشبكات الإذاعة وسوف يتابعها العالم.. ولن يفرح السيسي لو خرج خمسة أو ستة ملايين فقط اعتمادًا على مقولة «إنه ناجح ناجح».
السيسي يهمه أن يرى العالم طوابير وزحامًا أمام اللجان ومشاجرات على الدور والحرص على الإدلاء بأصواتهم، يهمنا ويهم السيسي أن يخرج الناس، ويختارون من يريدون بمنتهى الحرية ودون أي ضغوط.
ضحكت كثيرا عندما أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات رموز المرشحين، واختار المرشح عبد الفتاح السيسي رمز النجمة، واختار منافسه موسى مصطفى رمز "الطيارة".. ضحكت لأن هذه الحكاية فكرتنا بأيام الله لا يعيدها أيام رمز الهلال والجمل «شعار الحزب الوطني» والنخلة شعار الوفد.. ودكر البط شعار حزب اللهو الخفي.
أعادت إلينا ذكريات الحزب الوطني والتزوير عيني عينك وتغيير صناديق الأصوات عند نقلها من القرية للمركز.. وإحضار صناديق بديلة مملوءة بالأصوات المزورة من بدروم المحكمة التي يجري بها فرز الأصوات «وإياك حد يفتح بقه»!!
آن الأوان أن ينتهي انتخابات الرموز الهلال والجمل والقطة والكلب والحمامة، وأن يدخل الناخب ليضع علامة «✓» أمام من يريد انتخابات بالاسم خاصة إذا كانت قائمة المرشحين تضم اثنين أو ثلاثة، كما هو الحال في الانتخابات المقبلة، ويقول سأنتخب المرشح رقم «١» وهو حسب الترتيب الأبجدي عبد الفتاح السيسي.. أو المرشح رقم «٢» موسى مصطفى بدلا من النجمة والطائرة وهي الرموز التي فرضت علينا لسنوات طويلة أيام أن كانت الأمية في مصر تصل إلى ٩٠٪.. أما اليوم فالجاهل غير المتعلم يستطيع أن يقرأ رقم ١ أو رقم ٢ لأن في يده الموبايل ويطلب المكالمات بالأرقام.
أتمنى أن تنتهي موضة الرموز إلى الأبد بعد الانتخابات المقبلة، ويختار الناخب من يريد ويضع علامة «✓» أمام اسمه وفق الرقم المكتوب.
نعود للكلام عن الإقبال الجماهيري على التصويت بالملايين فيستطيع الرياضيون والفنانون أن يلعبوا الدور الأكبر في تحفيز المواطنين على الخروج، وأنا لن أقول إنهم سوف يختارون السيسي رمز النجمة!