رئيس التحرير
عصام كامل

عملية ناجحة.. وشعب جبار!


لا يخالجني أدنى شك أن بلدنا سينتصر في حربه الضروس ضد الإرهاب والتآمر؛ ذلك أن حقائق التاريخ تجزم بأن جماعات الإرهاب مآلها إلى زوال وتبقى الدول وتنتصر الشعوب.. فما بالنا بشعب مصر الذي يستعصي على التذويب والفناء، فقد امتص بقدرة فذة الغزاة ولفظ الخونة وتجاوز كل المحن وخرج منها أقوى مما كان، واحتفظ بروحه الحضارية وحالته المعنوية عالية حتى في أحلك الظروف وأشدها مرارة وقسوة.. وما وجدنا شعبًا في العالم كله كشعب مصر لا يبالي بالمحن بل يطوع الأزمات ويلجأ إلى النكتة؛ استخفافًا بها وتهوينًا من شأنها مهما تكن جسامتها.


أما لماذا جاء قرار الرئيس السيسي ببدء عملية سيناء 2018 التي حققت نجاحات مبهرة لتطهير مصر تطهيرًا شاملًا من الإرهاب حتى لا يطول أمد استنزافها وإهدار مواردها في معركة تديرها دول بأيدي عناصر متطرفة عشوائية ضالة، جعلت من الإرهاب فكرًا تعتنقه وتؤمن به بل تتقرب به إلى الله، وإستراتيجية بعيدة المدى تبغي هدم أهم أركان الدولة المصرية وهو جيشها وقوات إنفاذ القانون وبسط الأمن فوق ربوعها، وهي جماعات ترى إراقة دماء المصريين قربى وجهادًا دون أن تتدبر قول الله العظيم: "ومن قتل نفسًا بغير نفسٍ فكأنما قتل الناس جميعًا".

ولا أدرى أي جهاد هذا الذي تحمل عناصر الشر رايته في دولة مؤمنة بالفطرة وآمنة بحسب وصف القرآن الكريم لها.. وبأي منطق يقبله العقل أن ينقاد هؤلاء المضللون لدول معادية تمنُّ عليهم بالفتات وتدعمهم بالسلاح والمعلومات؛ طلبًا لهدم دولة بحجم مصر.. كيف تتلاقى إرادة هؤلاء المدعين للإسلام والجهاد مع إرادة تجار الدين في الداخل وأعداء الدولة في الخارج لتنفيذ مخططات الشيطان.. ألم يروا ما جرى للعراق بعد أن جاءته الديمقراطية الوهمية على أسنة الرماح وفوق الدبابات الأمريكية.. هل تنعم العراقيون بالديمقراطية والحكم الرشيد.. أم ضاع أمنهم واستقرارهم ونفطهم ومواردهم في أتون الصراعات والمطامع الاستعمارية في أحدث طبعاتها؟!
الجريدة الرسمية