رئيس التحرير
عصام كامل

مصر تدفع ثمن مواقفها واستقلالها!!


رغم أن مصر ضحية للإرهاب البغيض شأنها شأن دول أخرى فإن القاهرة لم تنل من الدعم والتعاطف والمؤازرة ما لقيته تلك الدول في مرافقة بغيضة تنم عن ازدواجية وتربص واضحين.. فإذا لم تكن تلك ازدواجية فماذا نسمي ما يحدث معها.. مصر التي تحارب الإرهاب نيابة عن العالم كله وتدفع فاتورة استقرار المنطقة والعالم بحسبانها عمود الخيمة في الإقليم لا تزال ترميها سهام الخسة والـتآمر؛ من الداخل والخارج وكأنها تدفع ثمن مواقفها الحاسمة وتصديها بكل قوة لمخطط تقسيم المنطقة وتفتيت دولها لحساب المشروع الصهيو أمريكي الخبيث الرامي لخدمة إسرائيل وتحقيق أحلامها في قيادة المنطقة وإنشاء دولتها المزعومة من النيل للفرات!!


فإذا سلمنا بوجود تربص وتآمر على مصر دون تبرئة أنفسنا من أوجه قصور هنا أو هناك.. أفلا يستلزم ذلك الوقوف مع الدولة في مواجهة تحديات ومخاطر تهدد وجودها.. ألا يحتاج ذلك إلى مزيد من الحسم وإظهار العين الحمراء لكل من يحاول العبث بأمنها ووحدتها وتعريضها لخطر التناحر والفرقة.. ألا يتطلب ذلك الضرب بيد من حديد لكل من يعمل ضد المصالح العليا للبلاد؟!

علينا أن نستلهم تجربة فرنسا وبريطانيا مثلًا في تعاملهما مع الإرهاب وتداعياته؛ فعندما تعرضت الأولى لحوادث إرهابية لم يجرؤ الإعلام ولا اليمين ولا اليسار على انتقاد تلك الإجراءات ولا الاقتراب من حالة الطوارئ مراعاة للمصالح العليا لفرنسا.. أما بريطانيا فقد خرج رئيس وزرائها في أعقاب حوادث إرهابية مماثلة ليقول بوضوح: عندما يتعلق الأمر بأمن بريطانيا فلا تحدثوني عن حقوق الإنسان.. أما المعادلة الصعبة فتستلزم في رأيي المزاوجة بين الأمن والحريات والحقوق دون التفريط في أي منهما لحساب الآخر.
الجريدة الرسمية