كواليس 5 أيام لـ«ريهام سعيد» داخل سجن النساء بالقناطر.. المتهمة: «أنا مظلومة ومعملتش حاجة».. ترفض الحديث مع السجينات ولقاء بعض الزائرين.. تقضي يوما بدون طعام... وتناقش مع محاميها ت
أمام سجن النساء بالقناطر، وصلت سيارة الترحيلات تصاحبها مجموعة قتالية لتأمين السجينات القادمات من نيابة شرق القاهرة الكلية عقب قرارها بحبسهن، تخطت السيارات بوابة التفتيش وصولا إلى البوابة الداخلية، المكتوب عليها "سجن النساء"، تقدم ضابط نحو باب السيارة وفتحه حيث خرجت 4 سجينات، وكانت الأخيرة مفاجأة للنزيلات، اعتقدن أنها جاءت لتصوير حلقة تليفزيونية، لحظات وتغيرت أفكارهن بأن هذه المرة جاءت هذه السيدة متهمة في قضية ما، همسات تناقلت بين السجينات، وأكدن لبعضهن بأنها الإعلامية ريهام سعيد، متهمة في قضية التحريض على اختطاف الأطفال بالاشتراك مع آخرين.
تسير بخطوات يملؤها الخوف وتحاول إخفاء ملامح وجهها، اصطحبت رقيب شرطة نسائية "المتهمة" إلى قسم الأمانات وتحفظوا على كافة متعلقاتها الشخصية (الأموال – الهاتف – الأوراق الثبوتية، المشغولات الذهبية...)، وقامت أخرى بتسجيلهم ووضعهم في خزينة الأمانات باسم السجينة، وأجرت السجانة فحص بجهاز كشف المعادن على "ريهام" إذا كانت تخفي شيئا آخر، وحذرت الشرطية من حيازة ممنوعات حتى لا تقع تحت طائلة المحاسبة والحبس الانفرادي.
دقائق وقادت الشرطية وبصحبتها ضابطين، المتهمة إلى عنبر احتجازها لحين تحديد موعد جلسة محاكمتها، ووقفت العاملات بالكافتيريا والحاضنات ومصنع الأقمشة ينظرن إلى المتهمة الجديدة فهي ليست شخصا تعودن رؤيته كثيرًا، تسير وتصطحبها شرطية إلى عنبر احتجازها، وهي تقول: «أنا مظلومة ومعملتش حاجة.. هما السبب».
وعلى بعد 500 متر من البوابة الرئيسية وصلت السجينة، إلى عنبر حبسها وقامت الشرطية بإرشادها إلى سريرها، وشرحت لها التعليمات لاتباعها حتى لا تتعرض للمعاقبة، هزت رأسها بالتنفيذ والدموع تملأ عينيها، حاولت السجينات العنبر الحديث معها، وسؤالها عن سبب قدومها، اعتقدن أنها جاءت لتصوير حلقة تليفزيونية.. ولكن مضت أكثر من ساعة تجلس في زاوية فراشها واضعه أكفافها على وجهها وتنهمر منها الدموع، يأتي موعد الطعام ولا تخرج، حتى مضى اليوم الأول عليها دون أن يغفل لها جفن، وظهرت عليها آثار الإرهاق.
توجهت أسرتها وأصدقاؤها لزيارتها في محبسها، فرفضت لقاء بعضهم، بينما جلست مع آخرين من بينهم المحامى الخاص بها لمناقشة بعض الأمور في القضية، وفى اليوم التالى توجهت إلى كافتيريا السجن، وحصلت على بعض المأكولات من أموالها التي وضعتها لها أسرتها في الخزينة، تمضي أيامها ولا تتحدث مع أحد، جالسة في عنبرها.
كان المستشار إبراهيم صالح المحامي العام الأول لنيابات شرق القاهرة الكلية، أمر بإحالة الإعلامية ريهام سعيد و7 متهمين آخرين من بينهم فريق إعداد البرنامج التليفزيوني الذي تقدمه، إلى محكمة جنايات القاهرة، وذلك لاتهامهم جميعا بارتكاب جريمة التحريض على اختطاف الأطفال والاتجار في البشر.
وأسندت النيابة إلى المتهمين اتهامات بارتكاب جرائم التحريض والاشتراك في التحريض على اختطاف طفلين، وإذاعة أخبار كاذبة من شأنها تكدير الأمن والسلم العام، والاتجار في البشر.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة، التي أيدت صحتها تحريات أجهزة الأمن، أن الإعلامية ريهام سعيد وفريق إعداد برنامجها قاموا بارتكاب واقعة اختطاف أطفال بهدف تصوير حلقة تليفزيونية، وأن وقائع الاختطاف موضوع الاتهام جرت بتحريض من الإعلامية المتهمة وفريق إعدادها.
كما تضمنت التحقيقات اعترافات تفصيلية أدلى بها أحد المتهمين، تفيد ارتكاب الإعلامية المتهمة وبقية المتهمين في القضية، للجرائم المنسوبة إليهم، بقيامهم بتحريضه على ارتكاب وقائع اختطاف الأطفال والاتجار في البشر.