رئيس التحرير
عصام كامل

البابا ينهي أزمة الـ«نصف عام».. أسقف الفيوم يرحل عن الإيبارشية

البابا تواضروس الثاني،
البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية

أسدل البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، الستار على أزمة الأنبا إبرام، مطران الفيوم، بعدما أصدر قرارا بإسناد مسئولية الإيبارشية إلى الأنبا إسحق، الأسقف العام.


وأكد القس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، أسند مسئولية إيبارشية الفيوم إلى الأنبا إسحق، الأسقف العام، بدلا من الأنبا إبرام، مطران الفيوم.

أزمة مطران الفيوم بدأت منذ أكثر من 6 أشهر، عندما تقدم باستقالته من الإيبارشية، وقرر الاعتكاف في دير الأنبا بيشوي، بوادي النطرون، رغبة في العودة إلى الحياة الرهبانية، وهو ما فتح باب الشائعات التي ترددت وقتها، وأشارت أغلبها إلى وجود خلاف ما خفي بين «البابا» و«المطران»، بسبب محاولة تمرير البابا قرار معمودية الكاثوليك.

الأنبا إبرام، أغلق الباب سريعا أمام تلك الشائعات، وخرج يؤكد أن اعتذاره عن استكمال الخدمة في الإيبارشية، بسبب ظروفه الصحية التي لا تساعده على القيام بمهامه بالشكل المطلوب، مؤكدا في الوقت نفسه اعتزازه بالبابا تواضروس الثاني، قائلا «من كل قلبى أشكر صاحب الغبطة والقداسة البابا تواضروس الثانى وكذلك أبائى المطارنة والأساقفة أعضاء المجمع المقدس لكنيستنا القبطية لتفهمهم موقفى واستجابة لطلبى راجيا صلواتكم لأجلى»، كما اعتذر مطران الفيوم إلى كل من أخطأ في حقهم، طالبا المغفرة، مشيرا إلى أنه سامح كل من أخطأ في حقه.

الأمر لم ينتهي عند هذا الحد فتبعها بيان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تؤكد فيه أن الأنبا إبرام تقدم بخطاب إلى لجنة الإيبارشيات بالمجمع المقدس، يطلب فيها التراجع عن ترك مهامه الرعوية في إيبارشية الفيوم والعودة إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، لقاء فترة اعتكاف مفتوحة غير محددة المدة، على أن تقوم لجنة الإيبارشيات بتسيير عمل الإيبارشية لحين عودته.

وكشفت مصادر كنسية أن الأنبا إبرام ترك الإيبارشية وتوجه إلى قلايته بدير الأنبا بيشوي في وادي النطرون، دون أن تذكر هل إسناد مسئولية إيبارشية الفيوم إلى الأنبا اسحق، تعتبر قبولا ضمنيا لاستقالة الأنبا إبرام، خاصة أن فكرة «الاستقالة» مخالفة للعرف الكنسي، الذي لا يسمح بقبول إعفاء الأب الأسقف من أسقفيته وعمله الرعوي، الذي تسلمه من السيد المسيح ومن الكنيسة يوم سيامته أسقفا، وأن هناك ارتباطا بين الأب الأسقف والإيبارشية والرعية مدى الحياة».

فالمعروف أن في الكنيسة لا يوجد ما يسمى باستقالة الكاهن أو الأسقف، باعتبار الكهنوت ليست «وظيفة» يمكن الاستقالة منها، لأنه خادم للرب لا يشيخ، كما أن هذه الوظيفة لا يأخذها أحد بنفسه بل المدعو من الله، كما أن الكهنوت هو عطية عظمى ممنوحة للكاهن من الله.

عدم وجود «استقالة الأسقف أو البطريرك أو الكاهن»، في قوانين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وتقاليدها وعقيدتها، يستند إلى أن الاستقالة هي أشبه بالطلاق الروحى لأن الخادم يعتبر قد تزوج الكنيسة روحيا بعقد أبدى روحى لا ينحل إلا بالموت الجسدي.

ولا يسمح بالاستقالة حتى في أشد حالات المرض للأسقف أو الكاهن، حتى وإن كان يصلى على كرسى متحرك مثل الأنبا دوماديوس مطران الجيزة، وكان الراحل البابا شنودة الثالث، في حالة تعب أو اشتد المرض بالأسقف يعين «مساعد أسقف»، مثل الأنبا إرسانيوس مطران المنيا الذي طلب مساعدا له، وتم تعيين الأنبا مكاريوس.
الجريدة الرسمية