رئيس التحرير
عصام كامل

الكنيسة في ورطة بسبب أسقف الفيوم.. الأنبا إبرام يطلب التنحي مخالفا للشريعة.. البابا يحيل الملف للجنة مجمعية.. وأسعد كامل: قوانين الأرثوذكسية لا تسمح باستقالة أسقف

الأنبا إبرام أسقف
الأنبا إبرام أسقف الفيوم

أدخلت أزمة غياب الأنبا إبرام، أسقف الفيوم، عن إيبارشيته، وطلبه اعتزال الخدمة والتفرغ للرهبنة، الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية في ورطة حقيقية، وحسابات معقدة، إذ تنص القوانين الكنسية على أنه لا يجوز للأسقف الاستقالة، ومن يخالف ذلك يتعرض لعقوبات.


الأسقف الراغب في التنحي، تقدم بخطاب موجه إلى البابا تواضروس الثاني، حرره بخط يده وبتوقيعه يوم السبت 15 يوليو 2017، طلب فيه السماح له بخلوة مفتوحة يقضيها بقريته في دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، مؤكدا رغبته الشديدة في الاعتكاف والعودة لحياة الرهبنة بعد أن خدم إيبارشية الفيوم أكثر من 32 سنة.

وبدوره، أكد البابا تواضروس الثاني، في بيان رسمي، أنه عقد ثلاثة اجتماعات؛ منها اجتماع مع الأنبا إبرام نفسه، من أجل إقناعه للعودة للخدمة، إلا أن الأخير أصر على موقفه، وساق عدة أسباب، منها أسباب صحية، وبناء عليه قرر البابا إحالة طلبه إلى اللجنة المجمعية لشئون الإيبارشيات لدراسته واتخاذ اللازم.

التقنين الكنسي
ويقول المستشار عوني برسوم، أستاذ ورئيس قسم القانون الكنسي بالكلية الإكليريكية، ومعهد الدراسات العليا القبطية في كتابه الشهير “التقنين الكنسي”، والصادر عام 1994، وتعتبره الكنيسة الأرثوذوكسية مرجعا لها، إن القانون الكنسي في هذا الخصوص، لا يعرف أنصاف الحلول، فأمور الخدمة هي من الأمور التي لا مساومة فيها، إذ يقول الكتاب “من يضع يده على المحراث، وينظر إلى الوراء، لا يصلح لملكوت الله”، فالطريق صعب داخل ساحة الخدمة، وعلى الإكليروس “رجال الدين”، أن يحاربوا المحاربة الحسنة.

ومن ثم يعتبر أمرًا غريبًا، أن يعلن أحد رجال الدين فشله وعدم صموده، ويطلب الاستقالة من عمله الكنسي، كما يوجد مبدأ راسخ في التاريخ الكنسي، أنه لا يجوز للمطارنة والأساقفة، أن يطلبوا إعفائهم من خدمة إيبارشياتهم.

وعلق مينا أسعد كامل، مدرس اللاهوت الدفاعي بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ومؤسس رابطة “حماة الإيمان” الأرثوذكسية، أنه لا يوجد في قوانين الكنيسة ما يسمح باستقالة أسقف أو قبول استقالته، كما لا يوجد في القانون الكنسي ما يسمى استقالة من سلك الكهنوت، مؤكدا أن أسقف الإيبارشية زوج لها، لا يتركها حتى مماته أو معاقبته، مشيرا إلى أن الحالة الوحيدة المعاصرة كانت قبول استقالة الأنبا متياس.

خلوة مؤقتة
وفي محاولة منه للمحافظة على قوانين الكنيسة، واحتواء الأزمة، أرسل الأنبا أغاثون، أسقف مغاغة والعدوة، ورئيس رابطة خريجي الكلية الإكليريكية، خطابا رسميا للأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس، حصلت “فيتو” على نسخة منه، قال فيه إنه لا بأس أن يأخذ الأنبا إبرام خلوة مؤقتة، لكن حال طلبه الاستقالة، فلا يوجد سند قانوني أمام لجنة شئون الإيبارشيات أو المجمع المقدس، برئاسة البابا تواضروس الثاني ولا قوانين الكنيسة ولا مجامع الكنيسة، ما يسمح بالموافقة وقبول الاستقالة.

ومن جانبها، أكدت مصادر كنسية مطلعة، أن هناك اتجاها في الكنيسة أن يظل الأنبا إبرام في رتبته الأسقفية، وعدم تجريده منها.
واستبعدت المصادر ذاتها، أن يتم معاقبة الأنبا إبرام حال إصراره على التنحي، وذلك لعدم وجود آلية واضحة للعقاب.
الجريدة الرسمية