المعركة الأكبر!
ألا يعلم المجتمع الدولي أنه لا سلام ولا نهاية للإرهاب دون حل عادل لقضية فلسطين.. وقضايا المنطقة؟! وتتعاظم المأساة إذا علمنا أن الدول العربية المنكوبة بالصراعات بسبب ما يسمى "ثورات الربيع العربي"، يمثل أطفالها سُدس سكان العالم، وهو ما يمثل خطرًا جسيمًا على مستقبل البشرية..
فكيف ينشأ هؤلاء الأطفال الأبرياء بصورة سوية، بينما مدافع المعارك وصواريخها وانفجارات القنابل تصم آذانهم ليل نهار ورياح الخوف تجتاح قلوبهم، ونار الفقد تدمي أفئدتهم.. فأين حقوق الأطفال التي صدعتنا بها دول الغرب.. وأين اليونيسيف مما يجري لأطفال تلك المنطقة.. أليس الأولى بالدول الكبرى، وهي التي تزعم أنها راعية الحقوق والحريات أن توجه ما تنفقه على إشعال نار الحروب، وتأجيج الصراعات إلى بناء إنسان سوي ومواجهة الفقر ونقص الغذاء.
كلنا أمل أن تنتهي المعركة الأمنية مع الإرهاب بتصفية ما بقي من فلول الإرهابيين في سيناء وغيرها، ثم تبدأ الدولة معركة أكبر وأشمل لإعادة صياغة العقل المصري وتجفيف منابع التطرف الفكرية؛ معركة تشارك فيها كل مؤسسات الدولة، وعلى رأسها المؤسسات المعنية بالفكر، معركة لتجديد الفكر الديني والخطاب الإعلامي والسياسي، لتقديم أسانيد فقهية معتدلة تدحض أباطيل تنظيمات الإرهاب المتشددة؛ بلغة مبسطة تخاطب العوام ولاسيما شبابنا الأغر حتى لا يقع فريسة للتضليل الفكري والخداع العقلي ويصبح وقودًا تستخدمه جماعات العنف لحرق دعائم الاستقرار لحساب مخططات شيطانية خبيثة.
ويبقى أن نطمئن إلى أن محاولات الوقيعة بين الشعب وجيشه وقياداته مآلها الفشل؛ ذلك أن هناك كيمياء خاصة بين الشعب وجيشه؛ كيمياء يندر أن توجد في أي دولة أخرى؛ شريطة أن نبقى يقظين، وألا نستسلم لغواية الشائعات والأكاذيب التي يسهر على ترويجها محور الشر هنا وهناك.
لقد أثبت جيش مصر على مر العصور أنه ليس حامي الحدود فقط بل حامي الوجود، فهو ظهير شعبه في كل الملمات والكوارث.. لا يتوانى عن تقديم كل أشكال الدعم للشعب وللدولة وأكبر دليل على ذلك ما قام به الجيش بعد أحداث ثورة يناير من حل للأزمات وحماية للإرادة الشعبية وصون للأمن الداخلي ومقومات الوطن.. حفظ الله مصر جيشًا وشعبًا.. حفظ الله الوطن.