رئيس التحرير
عصام كامل

أبشع الحروب البشرية مع الحيوانات.. اليابانيون يواجهون أشرس هجوم تماسيح.. تحويل مسار الحرب العالمية الأولى للهجوم على الذئاب.. الفئران والبراغيث تقضي على ثلث سكان أوروبا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تكتظ كتب التاريخ بالحروب العالمية التي راح ضحيتها آلاف بل ملايين البشر، تختلف مسمياتها وأطرافها، والنتيجة واحدة، إبادة جماعية بشرية، ولكنه لم يتطرق كثيرًا لأبشع الحروب البشرية مع الحيوانات، وخسائرها التي لا تعد ولا تحصى.


حروب التماسيح
خلال الحرب العالمية الثانية، طاردت القوات البريطانية ما يقارب ألف جندي ياباني، رفضوا الاستسلام، وخلال تلك الفترة رفض الجنود اليابانيون تسليم أنفسهم للبريطانيين، مفضلين اجتياز الغابات الاستوائية والمستنقعات القريبة والالتحاق ببقية قواتهم.

خلال تجاوزها لهذه الغابة الاستوائية، واجهت القوات اليابانية تماسيح المياه المالحة، وقد تركزت جل هجمات هذه الحيوانات المفترسة خلال فترة الليل، فضلا عن ذلك اضطر الجنود اليابانيون في الغالب إلى التخلي عن رفاقهم المصابين، وتركهم فريسة سهلة للتماسيح، كما نقل الجنود البريطانيون المرابطون قرب الغابة سماعهم لأصوات الرصاص داخل الغابة طيلة فترات الليل، بالإضافة إلى خطر تماسيح المياه المالحة.

في النهاية نجح 520 جنديا يابانيا في تجاوز غابة جزيرة رامري، والالتحاق بزملائهم، بينما تسببت هجمات تماسيح المياه المالحة في مقتل ما لا يقل عن 450 جنديا آخرين، وبسبب هذا العدد المرتفع للقتلى، أصبح هجوم تماسيح جزيرة رامري أكبر وأشرس هجوم تماسيح عرفه التاريخ.

الذئاب ووقف الحرب
كما تحولت الحرب البشرية بين القوات الروسية والألمانية في نهايات عام 1916، وبدايات عام 1917، خلال الحرب العالمية الأولى، إلى حرب مع الحيوانات، حيث إنه خلال اشتباكات القوات الروسية مع القوات الألمانية، في منطقة تمتد من بحر البلطيق في الشمال إلى البحر الأسود في الجنوب، وأجبر الطقس القاسي بعض الذئاب الجائعة على مهاجمة مجموعات من الجنود.

وتصاعد الأمر لإصابة عدد كبير من الجانبين بجروح بالغة؛ بسبب هجمات الذئاب، وأدى ذلك إلى أن الجانبين أعلنا هدنة مؤقتة لمحاربة الذئاب، وتمكنوا من اصطياد مئات من الذئاب، وراح في المعركة الحيوانية ضحايا من الجانبين.

الفئران والبراغيث
ومرت أوروبا بمرحلة عصيبة في الحروب مع الفئران والبراغيث، تعادل صعوبتها الحرب العالمية الأولى والثانية، خلال منتصف القرن 14 في أوروبا.

وفي ذلك الحين انتشر مرض الطاعون، وتسبب في وفاة ما يعادل 25 مليون إنسان، أي ما يعادل ثلث سكان أوروبا في ذلك الوقت، واكتشف العلماء والباحثون بعد ذلك أن السبب الرئيسي لانتشار هذا المرض اللعين هو الفئران والبراغيث، وعقب ذلك أعلنت أوروبا الحرب على هذا الحيوان الخطير.
الجريدة الرسمية