رئيس التحرير
عصام كامل

الكلمة العليا لـ«الواسطة» في مدينة الطالبات بالمنيا

 مدينة الطالبات بالمنيا
مدينة الطالبات بالمنيا

غرفة لا تتعدى الـ6 أمتار، تزدحم بـ4 أسِّرة من الحديد، تعلوها 4 مراتب إسفنجية متهالكة، وبها مكتبان من الحديد الذي أكله الصدأ، تلك هي غرفة من ضمن مئات الغرف بالمدينة الجامعية التابعة لجامعة المنيا.


فقد قامت هيئة الرقابة الإدارية بالمنيا بتفقد المدينة، وكشف رجال الهيئة عددا من الملاحظات في الحالة الإنشائية لمباني مدينة الطالبات بمنطقة الأخصاص، وأيضًا ملاحظات عن التجهيزات والمفروشات داخل غرف الإقامة مثل الأثاث الذي يشمل الأسرة والدواليب وغيرها.

ومن هنا رصدنا من داخل المدينة الجامعية ما لها وما عليها، في البداية تقول «صفاء. ع. أ.»، إحدى الطالبات: هناك تمييز في القبول بالمدينة، فطلاب وطالبات الكليات العملية، لا يحصلون على أي أماكن لهم داخل المدينة الجامعية إلا بالواسطة، فمعظم طلاب الكليات العملية تجدهم خارج المدينة الجامعية على عكس طلاب الكليات النظرية فإنهم جميعًا بالداخل.

وتضيف: «أنا من المنيا، وبيخصصوا لنا أسوأ الغرف بالمدينة»، تلك التفرقة ملحوظة منذ عشرات السنين فعندما تم قبولي داخل المدينة الجامعية قالت لي خالتي التي كانت طالبة بنفس الجامعة: عندما يتم قبولك ستجدين اختلافا كاملا بين الغرف الخاصة بكم وأبناء المحافظات الأخرى من حيث الأسرَّة والدواليب وصيانة الحمامات والثلاجات.

بدورها، تقول «رباب. س. ي»: تقدمت مثل باقي الطالبات قبل بداية العام الدراسي للسكن داخل المدينة الجامعية، وتم إدراج اسمي ضمن المقبولين، إلا أنني عندما ذهبت إلى المدينة الجامعية لم أجد اسمي في القائمة، فاضطررت لتقديم تظلم إلى رئيس الجامعة، ومنذ ذلك الوقت الذي مر عليه 4 شهور لم يتم البت في تظلمي حتى الآن علمًا أن الفصل الدراسي الثاني أوشك على الانتهاء.

وتضيف «رباب»: «لم يتم اتخاذ قرار في التماسي، واضطررت أن أستأجر سكنًا خارج المدينة الجامعية، توجهت إلى منطقة «الأخصاص»، بحثًا عن سكن لي أنا ومجموعة من الطالبات، وبالفعل وجدت سكنًا هناك وكان سعر السرير 500 جنيه داخل شقة تضم 3 غرف كل غرفة بها 5 أسرَّة، واختفى عنصر الأمان الذي كان من الممكن أن أجده داخل المدينة الجامعية، ففي هذا السكن الذي أجبرني عليه الروتين لا توجد مشرفات، ناهيك عن الأصوات العالية، ومكبرات الصوت التي تمنعنا من المذاكرة، أو حتى النوم، فضلا عن عدم وجود وسيلة مواصلات إلا التاكسيات التي حددت تسعيرة 7 جنيهات في الذهاب، ومثلها في العودة، إضافة إلى الوجبات السريعة»، وأنهت حديثها قائلة: «أنا أحتاج إلى 1000 جنيه شهريًا، وأنا من أسرة ريفية بسيطة الحال».

«سرير حديد يعلوه الصدأ.. رائحته كريهة، تزكم الأنوف وممرات يتم تنظيفها بين الأسبوع والآخر».. بهذه الكلمات وصفت الطالبة «نهال. م. ج»، طالبة بكلية دار العلوم، وضع الإقامة بالمدينة الجامعية، منتقدة غياب دور المشرفات مما أدى إلى تحويل الطرقات والممرات داخل المدينة الجامعية إلى مقالب للقمامة، ورغم أنهم حاولوا التنبيه والشكوى أكثر من مرة لكن دون جدوى، الأمر الذي أجبرنا على أن نتحول إلى عاملات نظافة، فتقوم كل طالبة بالتنظيف أمام غرفتها يوميًا حتى لا تتراكم القمامة، ناهيك عن حالة الأسرَّة المتدهورة والرائحة الكريهة التي تخرج من دورات المياه التي يتم تنظيفها على فترات متباعدة.

وأضافت «نهال»: «هناك الكثير من المقاعد والكراسي القديمة ملقاة بين الممرات، إضافة إلى سوء حالة المطبخ، والمواد الغذائية المستخدمة في المطبخ التي انتهت صلاحيتها منذ 5 سنوات، مثل: «الأرز.. الجبنة والحلاوة الطحينية»، فتم وضعها داخل مخزن المدينة الجامعية كأحراز على ذمة النيابة، بالإضافة إلى سوء حالة دورات المياه.

ومن جانبنا حاولنا الاتصال بالدكتور جمال أبو المجد، رئيس جامعة المنيا، والعلاقات العامة بجامعة المنيا، حتى يكون لهم حق الرد لكنهم لم يردوا.
الجريدة الرسمية