أبرز تعديلات روسيا على مسودة قرار أممي بوقف إطلاق النار في سوريا
بعد تأجيل من الخميس إلى الجمعة، حول مشروع قرار كويتي سويدي لوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا في كامل سوريا، في الوقت الذي تعيش فيه الغوطة الشرقية أدمى أيامها، يتوقع أن يجتمع مجلس الأمن اليوم الجمعة للتصويت على المشروع، الذي أصرت روسيا، ملوحة بـ"الفيتو"، على إدخال تعديلات عليه.
فقد استغلت روسيا بوضوح قوتها باستخدام الفيتو لمنع صدور أي قرار لا يتوافق مع "موقفها"، حتى إن الفقرة الأولى بدلا من أن تتكلم عن وقف إطلاق النار والأعمال العدائية بعد 72 ساعة من تمريره، وتوصيل المساعدات بعد 48 ساعة من وقف الأعمال العدائية، تحدث القرار عن شجب قصف دمشق والسفارة الروسية والجهود الحميدة لمركز المصالحة الروسي، بحسب ما أفاد مراسل "العربية".
وفيما يلي التعديلات الروسية التي أدخلت على الفقرات التمهيدية:
• يؤكد القرار على أن القوات العسكرية الأجنبية يمكنها فقط أن تعمل في سوريا بالتنسيق مع "السلطات الرسمية" دون المساس بالمصالح السورية أو سيادتها أو سلامة أراضيها.
• يأسف القرار للمحاولات من قبل "المجموعات الإرهابية" للسيطرة ثانية على مناطق معينة ومهاجمة المدنيين وأهداف مدنية فيها.
• يؤكد على الحاجة لتحسن الظروف الأمنية لضمان مرور آمن للقوافل الإنسانية.
• يعرب مجلس الأمن عن قلقه العميق للوضع المأساوي الإنساني في الرقة في أعقاب العملية العسكرية هناك، ويؤكد على الحاجة لاستعادة سيادة الجمهورية العربية السورية على المنطقة لضمان دخول المساعدات الإنسانية بصورة تتسم بالكفاءة وبالتوقيت المناسب، مع بذل جهود لإزالة الألغام.
مشروع القرار الكويتي السويدي
أما محتوى الفقرات الإجرائية الاثنتي عشرة في مشروع القرار السويدي الكويتي، فهي الآتية، وقد أدخلت عليها روسيا بعض التعديلات:
1 - وقف جميع الأعمال العدائية في جميع أنحاء سوريا، ماعدا تلك الموجهة ضد داعش والقاعدة وجبهة النصرة، لمدة 30 يوما متتالية بصورة مبدئية، وذلك بعد 72 ساعة من استصدار هذا القرار، وذلك لتمكين توصيل المساعدات الإنسانية والخدمات الطبية وإخلاء المرضى الذين هم في حالة حرجة والجرحى تمشيا مع القوانين الإنسانية.
أما روسيا فقد أدخلت التعديل التالي:
يشجب المجلس القصف من الغوطة الشرقية للمناطق السكنية في مدينة دمشق بما في ذلك المباني الدبلوماسية مع أن المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتناحرة حاول حل جميع القضايا بصورة سلمية، ولكن المتطرفين رفضوا هذه المقترحات، ويؤكد القرار وبشدة على الحاجة الماسة إلى التطبيق الكامل لوقف الأعمال العدائية تماشيا مع القرار 2268، كخطوة نحو وقف الأعمال العدائية كاملة، ويطالب جميع الأطراف بوقف الأعمال العدائية في أسرع وقت ممكن، وممارسة ضبط النفس والعمل من أجل التهدئة الفورية وغير المشروطة للعنف والوقفات الإنسانية المستدامة لمدة 30 يومًا على أقل تقدير في جميع أنحاء سوريا لتمكين التوصيل الآمن للمساعدات والخدمات الإنسانية والقيام بعمليات الإخلاء الطبي لأولئك شديدي المرض وفقا للقوانين الدولية ذات الصلة.
كما أضاف التعديل الروسي ما يلي: يؤكد القرار على أن وقف العمليات العدائية لن ينطبق على قتال #داعش وجبهة #النصرة وجميع الأشخاص والمجموعات الإرهابية التي صنفها كذلك مجلس الأمن، ويناشد جميع الدول الأعضاء بمنع الدعم المادي والمالي من الوصول إلى الأشخاص والمجموعات المتصلة بداعش وجبهة النصرة وجميع الكيانات الإرهابية الذي صنفها كذلك مجلس الأمن، ويشجب أي نوع من الدعم للنشاطات الإرهابية في سوريا.
2- يناشد مجلس الأمن جميع الأطراف تطبيق التزاماتهم تجاه اتفاقات وقف إطلاق النار ويطالب الدول الأعضاء ذات النفوذ ضمان تطبيق وقف الأعمال العدائية، ودعم الجهود لخلق ظروف من أجل خلق ظروف مناسبة لوقف إطلاق نار ثابت ومستدام.
وتحت هذا البند، ارتأت روسيا إدخال التعديل التالي:
يؤكد القرار على الحاجة إلى ضمانات من هذه الدول الأعضاء. ويناشد الأطراف ذات النفوذ على مجموعات المعارضة المسلحة السورية أن تستخدم نفوذها لضمان وقف العمليات العدائية، وتطبيق قرارات مجلس الأمن وفصل هذه المجموعات وبسرعة عن داعش وجبهة النصرة وعن جميع الكيانات الإرهابية التي صنفها كذلك مجلس الأمن.
3- يناشد جميع الأعضاء المعنيين بتنسيق الجهود لمراقبة وقف الأعمال العدائية وفقا للاتفاقات الحالية.
4 - وطلبت روسيا إدخال ما يلي أيضًا:
"يناشد جميع الأطراف بالسماح وتسهيل عمل الأمم المتحدة وشركائها لإدخال، وبعد ثمان وأربعين ساعة من وقف الأعمال العدائية يبدأ توصيل، (بدل الصيغة التي كانت معتمدة وهي "يُسمح") القوافل الإنسانية التي تشمل أيضًا المستلزمات الطبية والجراحية من الأمم المتحدة وشركائها، والذين يسمح لهم بالوصول غير المعاق كل أسبوع لكل المناطق والتجمعات السكانية التي يُطلب الوصول إليها، وفقا لتقييم الأمم المتحدة بشأن الاحتياجات في كل أنحاء سوريا، خاصة 5.6 ملايين شخص في 1244 منطقة في حاجة ماسة جدا للمساعدات، بما فيها 2.9 مليون نسمة في مناطق يصعب الوصول إليهم في مناطق محاصرة.
5- وبعد ثمانٍ وأربعين ساعة من وقف الأعمال العدائية يُسمح- طلبت روسيا استبدالها بـ" يناشد جميع الأطراف بالسماح" للأمم المتحدة وشركائها بالقيام بإخلاء عمليات الإخلاء الطبي غير المشروطة، تمشيا مع ما تسمح به الظروف الأمنية، وفقا للحاجة الطبية وحالات الطوارئ.
6-يذكر الأطراف بمسئولياتهم، خاصة السلطات السورية، بالنسبة لتطبيق التزاماتهم تجاه القوانين الدولية، بما في ذلك القانون الدولي لحقوق الإنسان، والقوانين الإنسانية الدولية، بما في ذلك حماية المدنيين وضمان احترام وحماية جميع العاملين الطبيين والعاملين الإنسانيين ووسائل مواصلاتهم ومعداتهم ومستشفياتهم وتسهيلاتهم الطبية الأخرى، وخاصة الذين يقدمون خدمات طبية منهم، مع الالتزام بجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
7-يطالب بتسهيل الوصول الآمن غير المعاق وفقا للقوانين الإنسانية والسماح للعاملين الإنسانيين والطبيين بالمرور، لجميع العاملين الطبيين والعاملين الانسانيين، وخاصة الذين يقدمون خدمات طبية منهم، ويشمل ذلك أيضا معداتهم ووسائل نقلهم وامداداتهم بما في ذلك المواد الجراحية، لكل الناس الذين يحتاجونها، تمشيا مع القوانين الإنسانية ويكرر المجلس مطالبته لجميع الأطراف بإزالة تسليح التسهيلات الطبية والمدارس والتسهيلات المدنية الأخرى وتجنب إنشاء مواقع عسكرية في المناطق المأهولة والتوقف عن استهداف الأهداف المدنية.
8- يأخذ المجلس بعين التقدير الطلبات الخمس التي حددها وكيل الأمين العام للشئون الإنسانية أثناء زيارته إلى سوريا في 11 يناير 2018 ويناشد المجلس جميع الأطراف بتسهيل تطبيق هذه المطالب الخمسة والمواد الأخرى المذكورة في قرارات مجلس الأمن،، لضمان مساعدات إنسانية مستمرة ومبنية على المبادئ.
9- يناشد جميع الأطراف برفع الحصار فورا عن المناطق المأهولة، بما في ذلك الغوطة الشرقية واليرموك وفوعة والكفرية ويطالب جميع الأطراف بالسماح بتسليم المساعدات الإنسانية بما في ذلك المساعدات الطبية، والتوقف عن حرمان المدنيين من الطعام والدواء اللازم لاستمرارهم في الحياة، مع تمكين الإخلاء السريع والآمن وغير المعاق لكل المدنيين الذين يريدون المغادرة، ويشدد على حاجة الأطراف للموافقة على الوقفات الإنسانية وأيام التهدئة وعمليات وقف إطلاق النار المحلية والهدنات العسكرية، من أجل السماح للوكالات الإنسانية بالوصول بطرق آمنة وغير معاقة لكل المناطق المتأثرة في سوريا، ونذكر بأن استخدام التجويع للمدنيين كوسيلة حرب يمنعها القانون الإنساني الدولي.
10 - يطالب الإسراع في إزالة الألغام لأغراض إنسانية وكمسألة عاجلة في جميع أنحاء سوريا.
إلى ذلك، أضافت روسيا ما يلي: "يناشد المجتمع الدولي بدعم التهدئة والاستقرار في سوريا بما في ذلك تزويد المساعدة للشعب السوري والحفاظ على تراثه التاريخي واستعادة البنية التحتية الأساسية".
كما يناشد بالسماح بالوصول الإنساني إلى مخيم الركبان للأشخاص النازحين داخل سوريا. ويؤكد على الحاجة لدعوة ممثلي الشعب السوري للمشاركة في أعمال فريق العمل الإنساني التابع لمجموعة الدول الداعمة لسوريا.
11 - يطلب من الأمين العام رفع تقرير إلى المجلس حول مدى تطبيق هذا القرار والتزام الأطراف المعنية به في سوريا خلال ١٥ يوما من تبنيه ورفع تقارير بعد ذلك عنه مع القرارات الإنسانية الأخرى 2139، 2165، 2191، 2258، 2332، 2393
12 - يقرر المجلس أن يظل ملما ومتابعًا للأمر.