أطفال الغوطة من تحت الأنقاض: لا مكان لنا إلا الموت ولا راحة إلا في القبر (صور)
لا صوت يعلو فوق صوت الصواريخ بالغوطة الشرقية.. قتلى وجرحى يسقطون كل دقيقة.. لتصبح المشكلة الأكبر في كيفية حصر كل الجثث التي تتساقط.. لم تعد الاحتياجات الإنسانية من غذاء هناك ذات أهمية بقدر حفاظ البشر على أنفسهم أحياء في أتون صراع طال أمد انتظار هدوئه.
وجوه بريئة.. لا ذنب لها سوى أن قدرها العيش في قلب نزاع مسلح فيما لا تعرف أيديهم حمل أسلحة.. ينظرون صامتين ولسان حالهم يقول: «ألم يأن لذلك الصراع أن تخمد ناره ونعود إلى طفولتنا شأن أقراننا في أي دولة بالعالم».. أو هكذا لخصت المشاهد اليومية في سوريا جملة وفي الغوطة على وجه التحديد مأساة أطفال بلد بات قاب قوسين أو أدنى ليتحول إلى حلبة نزاعات تديرها القوى الدولية لصالحها.
فكانت الصورة الأولى للطفل التي تتحدث نظراته عن رحلة العذاب تحت الأنقاض، بوجه يكسوه الدماء، ليفكر عن رحلته القادمة على أرض الغوطة ربما تجاوز الشعور بالألم إلى تفكير في القادم.
عمرها لا يتخطى ثلاث سنوات، لا تدرك ما يدور حولها، لكنها تشعر بحالة هلع وخوف، تتساءل في صمت «ما الذي يحدث ومتى استحل هؤلاء دماءها».
يجلس على سلم المستشفى بملابس محملة بتراب الأنقاض التي نجا منها، وعينه تتقلب ذات اليمين وذات الشمال لرصد الحالة التي يعيش فيها هو ومن في عمره.
في مشهد مختلف داخل إحدى غرف المستشفى الذي يسيطر عليه الرعب، في انتظار سقوطه في أي لحظة، يسير طفل على أقدامه وهو يحمل أوجاعه على أكتافه، في انتظار تجديد أكياس الدم.
لم تنته القصة داخل «مستشفى الموتى»، فكانت لحظة وداع الأب لفلذة كبده وروحه، فلا وقت حتى للوداع والأعزاء ولربما يعلم أين يدفن صغيره، فكانت آخر رسالته الصامتة لصغيره هي «لا مكان في الغوطة اليوم إلا للموت ولا راحة إلا في القبر».
لم تنته القصة داخل «مستشفى الموتى»، فكانت لحظة وداع الأب لفلذة كبده وروحه، فلا وقت حتى للوداع والأعزاء ولربما يعلم أين يدفن صغيره، فكانت آخر رسالته الصامتة لصغيره هي «لا مكان في الغوطة اليوم إلا للموت ولا راحة إلا في القبر».