رئيس التحرير
عصام كامل

عجز دولي عن وقف «نزيف الغوطة» بعد تأجيل مجلس الأمن حسم الأزمة

فيتو

أجل مجلس الأمن الدولي عملية التصويت على مشروع قرار قدمته الكويت والسويد لوقف إطلاق النار 30 يومًا في سوريا لإفساح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية وإجلاء المرضى والمصابين، أملا في فرض هدنة في الغوطة الشرقية، والتي تشهد شلال دماء، ووضع مأساوي.


صدمة التأجيل
وأجل المجلس التصويت على مشروع القرار، وكان عقد أمس الخميس، جلسة طارئة لمناقشة الأوضاع المأساوية لمنطقة الغوطة الشرقية في سوريا.

وتقدمت الكويت (رئيس أعمال المجلس للشهر الجاري) والسويد (إحدى أعضاء المجلس) بمشروع قرار يقضي بفرض هدنة إنسانية مدتها 30 يومًا لإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين في كل أرجاء سوريا.

مطالب روسية
وفشل أعضاء مجلس الأمن في التوافق على قرار الهدنة في الغوطة الشرقية، حيث أجلت المطالب الروسية إقرار مشروع القرار الكويتي السويدي، وأكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أن وقف إطلاق النار في الغوطة له أهمية قصوى لكن يجب معرفة كيفية تطبيق ذلك.

وأشار نيبينزيا إلى أن مشروع القرار المطروح على التصويت لم يتم الاتفاق عليه إلى الآن، وروسيا صاغت تعديلات على الوثيقة تتيح جعلها "منطقية وواقعية"، وتساءل: "ما هي الضمانات لتطبيق هذه الهدنة ؟. مشيرا إلى أن الجانب الروسي لم يتلق "أي إجابة واضحة" عن السؤال.

مناورة واشنطن
وحملت واشنطن "موسكو" مسئولية الدماء في الغوطة الشرقية، واعتبرت نيكي هايلي المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة، أن نظام بشار الأسد يشن هجمات بربرية على المدنيين في الغوطة، وقالت في جلسة مجلس الأمن الدولي الخاصة بالوضع في الغوطة دمشق الشرقية، إن واشنطن مستعدة للتصويت لصالح مشروع قرار الهدنة في الغوطة الشرقية.

مخاوف فرنسية
وعبر مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر، عن مخاوف بلاده من تكرار القوات الحكومية في سوريا لما سماه "سيناريو حلب" في الغوطة الشرقية.

وقال فرانسوا، في جلسة مجلس الأمن الدولي الخاصة بالوضع في الغوطة دمشق الشرقية، إن "سوريا وحلفاءها يستخدمون محاربة الإرهاب ذريعة لشن الهجوم (على الغوطة) للقضاء على المعارضة وإضعاف معنويات المدنيين".

وأشار المندوب الفرنسي إلى ورود معلومات باستخدام مفترض للسلاح الكيميائي في حلب، مشددًا على أن بلاده "ستراقب عن كثب هذه المسألة.

وأعلنت فرنسا أن استمرار أزمة الغوطة قد يشكل مقبرة الأمم المتحدة، مضيفة نحن بحاجة لعملية سياسية ذات مصداقية تنهي الأزمة.

مندوب سوريا
من جانبه شدد مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، على أن تعريض حياة 8 ملايين سوري في دمشق للخطر من أجل حماية الإرهابيين في الغوطة الشرقية أمر غير مقبول، متابعًا: "المجموعات الإرهابية دأبت خلال السنوات الماضية على نشر الدمار والارهابيين حولوا المدارس والمستشفيات إلى ثكنات عسكرية".

ولفت المندوب السوري إلى أن "التحالف الدولي" الذي تقوده واشنطن انتقل من الحرب بالوكالة على سوريا إلى العدوان المباشر عليها لتحقيق ما فشل الإرهابيون في تحقيقه، وبكل مرة يجتمع مجلس الأمن تحدث مجزرة أو تفجير.

واستكمل: "إننا نشكر روسيا لطلب عقد هذه الجلسة لنعرض ما يعانيه المدنيون جراء جرائم المجموعات الإرهابية المسلحة وقد انتقلت أطراف من بينها الولايات المتحدة وما يسمى "التحالف الدولي" من مرحلة العدوان بالوكالة إلى العدوان المباشر بالأصالة".

وأضاف الجعفري: "واشنطن ولندن وباريس تريد أن تسلبنا حقنا في الدفاع عن أنفسنا ومشروع القرار الكويتي السويدي لم يراع التعرف على وجهة النظر السورية".
الجريدة الرسمية