زغلول صيام يكتب: دروس الماضي وسجن أفضل رئيس نادٍ في مصر
القانون هو القانون، يتعامل بالأوراق ولا يتعامل بحسن النية، ففي نهايات القرن الماضي وبداية الألفية الثالثة، كان هناك المهندس محمد عبد المنعم الملاح أفضل رئيس نادٍ من وجهة نظري، حيث كان رئيسا لنادي الشمس وكان النادي تحت قيادته أكبر أندية مصر من كل النواحي وخطا به خطوات عملاقة، ولكن كل هذا لم يشفع للمهندس الملاح- رحمة الله عليه- في أن يحكم عليه بالسجن سبع سنوات في قضية تخص النادي وأوراق غير مستوفاة.
الرجل لم يتحمل الصدمة وابتعد ومات كمدا لأنه شعر بالظلم فلم يرتش أو يسرق إنما كانت أوراقه غير مستوفاة قانونيا ورأى القاضي إدانته ومعه بعض موظفي النادي.
رحمة الله على المهندس الملاح الذي كنت أعرفه وأثق في قدراته ولم يكن يوما يستحل المال العام أو غيره بل أفنى عمره في خدمة الشمس للدرجة التي جعلت معارضيه يترحمون قبل مؤيديه يترحمون على أيامه.
ولكن لماذا أقول هذا الكلام، أقوله بمناسبة ما يحدث في الزمالك فيما يخص موضوع الحسابات الخاصة بعيدا عن حسابات النادي الرسمية وهو أمر بالغ الصعوبة ويجب أن يتنبه له المسئولون قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه وأنصح الصديق هاني زادة أن يكشف الأمر جليا، خاصة أننا قلنا من قبل إن حسن النية غير كافٍ لإثبات البراءة.
أعرف أن إدارة الزمالك لجأت لذلك بعد أن حجز أكثر من شخص ممن لهم مستحقات على الزمالك على أرصدة النادي، ولكن ما يتردد أن الفلوس تم وضعها في حسابات شخصية أمر أراه بالغ الخطورة وآثاره ستكون وخيمة ولا بد من الاحتياط كثيرا قبل أن تقع "الفاس في الراس".
أعلم أن العمل التطوعي يكلف صاحبه وقتا وجهدا بدون عائد مادي ولهذا لا بد أن تكون هناك حيطة في التعامل مع الفلوس وأن أحدا لا يستطيع أن يحمي رجلا خالف القانون لأن القانون واضح وصريح وكثيرا ما شاهدت رجال اتحاد الكرة يدفعون "فلوس" من جيوبهم لتسوية أمور خرجت بالخطأ ولولا أنهم دفعوا الفلوس لكان مصيرهم الآن مختلفا.
وقلت وسأقول إن الأمور المالية يجب أن تكون في الزمالك في النور ونحن لا نشكك في أحد ونقول ذلك نصيحة لوجه الله لا نريد من ورائها جزاء ولا شكورا! ولو أن هذه الفلوس في بنوك لتم سداد مستحقات ممن لهم ديون على الزمالك سواء بحكم محكمة أو بأوراق رسمية لأنها في النهاية حقوق.
مرة ثانية وثالثة أرجو أن يعي مسئولو الزمالك كلامي لأني أنصح لوجه الله ولا نتمنى أن ينالهم مكروه!!