زغلول صيام يكتب: أبوريدة في عش الدبابير ونائب الجبلاية في علم الغيب

يوما بعد الآخر يثبت المهندس هاني أبوريدة أنه قدير في إدارة كرة القدم المصرية ويحقق أهدافه بسهولة ويسر ودائما لا تجده في صراعات شخصية حتى مع أشد المعارضين له والدليل ما حدث خلال الساعات الماضية من خلال الصلح مع بعض الشخصيات التي كانت تنصب العداء لاتحاد الكرة ليل نهار حتى اعترف بخطأه وعاد لصوابه من جديد بعد أن قارب مجده في مجال عمله على الضياع.

أبوريدة يستغل ذكاءه في التعامل مع خصومه قبل منافسيه نتيجة لتراكم خبرات منذ تسعينيات القرن الماضي حقق خلالها العديد من الإنجازات وترك الآخرين يتصدرون المشهد وعندما اختار قائمته الانتخابية كان على علم بحاجة كل فرد فيها ولبي رغباته حتى يتمكن هو من التركيز مع المنتخب الأول وكانت النتيجة وصولنا للمونديال بعد غياب 28 عاما وترك أيضا الآخرين يحتفلون ويبحثون عن دور في التورته أو مكان يبرز ما قاموا به مع الفراعنة ولكن المهم أن فريقنا وصل للمونديال. 

ولكن طبعا الوصول للمونديال ليس الغاية لأبوريدة بقدر ما هو وسيله لمواصلة الانجازات من خلال منظومة محترمة خاصة وأن المنظومة الموجودة لا يمكن أن تفرز جديدا وإذا كنا قد وصلنا روسيا 2018، فإن وصولنا 2022 غير مضمون إلا بمنظومة كرة قدم حقيقية. 

هذه المنظومة لو كان هاني أبوريدة أعلنها منذ الجلوس على الكرسي لتم القضاء عليه في حينه ولكن أنتظر الوقت المناسب لتحقيق هدفه من خلال دوري ممتاز (ب) قوى يضم 18 ناديا فقط وهو يعلم أن هناك ثورة من الأندية ستقوم عليه والجميع يعرف صخب الجمعية العمومية وأن هناك من يحاول أن ينفخ في النار لتحقيق مآرب شخصية ولكن رئيس اتحاد الكرة أخذ الخطوة ولن يتراجع عنها لأنها ستكون بداية قوية وعودة أكثر من رائعة لكرة القدم المصرية.

الجزء الآخر هو إقناع المهندس أبوريدة لكل أعضاء المجلس بالامتناع عن الحديث عن تحديد نائب له رغم أن المجلس مستمر منذ أكثر من عام ونصف خاصة وأنه استشعر أن تحديد نائب ربما يكون سببا في انقسام المجلس خاصة وأن كل فرد له مبرره في الحصول على سواء الأعلي أصواتا في الانتخابات الأخيرة أو الأقدم في عضوية مجلس إدارة الاتحاد خاصة وأنه رغم سفرياته المتعددة لم يشعر أحد في الاتحاد بغيابه وهو يريد أن يجعل اتحاد الكرة المصري منظومه مثل الكاف أو الـ«فيفا». 

ولكن لا يجب أن يظن البعض أن صمت أبوريدة ضعف لكنه يرد في الوقت والمكان المناسب وأعتقد أن الكثير ممن يعملون في حقل الإعلام أو مجلس الجبلاية يدركون ذلك من خلال التجربة العملية.

أعتقد أن ما يقوم به رئيس اتحاد الكرة يحتاج إلى مساندة قوية من أجل الكرة المصرية ولس من أجل الأصوات الانتخابية.