طلاب شمال سيناء.. بين الأزمة والحل
اتخذت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، عدة إجراءات عقب الجهود الأمنية الجارية لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه ضمن العملية الشاملة "سيناء 2018"، فبدات بتعليق الدراسة منذ اليوم الرابع لعمليات التطهير التي تجرى على أرض سيناء.
ولكن بدأ مسلسل التصريحات والقرارات المتناقضة والذي لا يتناسب بأى حال من الأحوال مع طبيعة المرحلة التي نعيشها وواقع وطبيعة الظروف التي يتعرض لها الطلاب من أهالي سيناء العزيزة.
فقد اتخذت وزارة التعليم قرارا بإعادة النظر في توزيع مناهج الفصل الدراسى الثانى متناسية تمامًا أنه لا يجوز بأى حال من الأحوال تخفيف المناهج للشهادات العامة مثل شهادة الثانوية العامة والذي يعتبر امتحانا قوميا على مستوى الدولة وأى اختلاف في الظروف أو طبيعة الامتحان قد يؤدي إلى عدم دستوريته وستمتلئ ساحات القضاء بالقضايا التي من المؤكد أنها ستطيح بدستورية الامتحان.
كما قررت الوزارة أيضًا تكثيف القوافل التعليمية لطلاب المحافظة، خاصة طلاب الثانوية العامة ومتناسية أيضا الوضع الأمني الخطير في المحافظة وإغلاق الأنفاق والمعابر من وإلى المحافظة كاحتراز أمني أثناء عملية التمشيط.. ثم أي قوافل هذه التي تستطيع دخول المحافظة وتدريس الطلاب هناك وإن كان هذا يجوز وقابل للتنفيذ فلماذا إذا تعليق الدراسة؟! فقد يكون دخول تلك القوافل من وإلى المحافظة شيئًا صعبًا للغاية في ظل الوضع الأمني الحالى.
أما القرار الأخير الذي اتخذه الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم بخصوص تلك الأزمة كان من خلال تصريحاته على هامش زيارته لمحافظة السويس قبل أيام، حيث صرح بأنه سيتم نقل امتحانات الثانوية العامة والشهادات من شمال سيناء للمحافظات المجاورة، الأمر الذي أثار غضب الطلاب وأولياء الأمور في المحافظة..
مما اضطرهم لإرسال شكاوى جماعية إلى اللواء عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء، يرفضون من خلالها التصريحات التي أدلى بها وزير التعليم الدكتور طارق شوقي.. وكان نص الشكوى بأن طلاب وطالبات الثانوية العامة في شمال سيناء يرفضون رفضًا باتًا قرار وزير التربية والتعليم بخصوص امتحانات الثانوية العامة، في المحافظات المجاورة لشمال سيناء، وكذلك أسرهم وعائلاتهم يرفضون رفضا قاطعًا، ووصفوا تصريح بغير المدروس وأكدوا أن هذا القرار يدل على أن الوزير لا يعلم شيئًا عن الوضع في سيناء وما تمر به، فهو قرار غير منطقي بالمرة، ولا يمكن أن يحدث..
وهنا أنا أتفق تمامًا مع طلاب شمال سيناء برفضهم توزيعهم على المحافظات المجاورة، حيث كان ولابد أن يفكر معالى الوزير قبل هذا التصريح في كيف سيخرج الطلاب من وإلى المحافظات المجاورة بطريقة آمنة.. وكيف سيحل مشكلة الإقامة والاستقرار الذهني للطلاب.. لذا فأرى أن الأمر سيكون صعبًا جدًا حال المحاولة في تطبيقه.
الحل يكمن في محافظة الإسماعيلية وفى مدخلها الرئيسى على طريق بورسعيد.. حيث يوجد مجمع تعليمى ضخم تحيط به الأسوار من كل جانب أقيم على مساحة 140 فدانا أي أكثر من 550 ألف متر مربع.. هذا المجمع تم إنشاؤه في منتصف الثمانينيات تكلف هذا المجمع في الثمانينيات 345 مليون دولار أي أكثر من مليارى جنيه.. وهذا المجمع يضم أكثر من 20 عمارة سكنية مجهزة بالكامل لإقامة الدارسين والباحثين وأعضاء هيئة التدريس من الأساتذة والمعيدين.. ثلاث مدارس كبرى على أعلى مستوى من المنشآت التعليمية.. مدينة جامعية مكيفة تسع 2000 طالب بالإضافة إلى 4 قاعات بحث و2 مكتبة كبيرة..
عمارات عائلية عبارة عن شقق سكنية لهيئة التدريس وتسع 500 أسرة في 500 شقة..
مدرجات تسع آلاف شخص.. مسجد كبير.. مطعم يتسع 2500 شخص في الوجبة الواحدة.. ومجهز بأحدث التجهيزات المعاصرة في إعداد الطعام.. مطعم احتياطي يتسع 500 شخص في الوجبة الواحدة.. وبه عدد 2 مبنى إدارى كامل التجهيز.. حمام سباحة دولى.. ملعب كرة قدم كبير..2 فيلا لكبار الزوار..
إن هذا المركز الضخم يبعد عن القاهرة ساعة واحدة من الزمن، وهو يقع في مكان خارج مدينة الإسماعيلية ومستقل تمامًا عنها..
لذا أتوجه الآن برسالة عاجلة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي لاتخاذ لدراسة الأمر والموافقة على نقل طلاب شمال سيناء "سواء طلاب الثانوية العامة أو الشهادة الإعدادية" إلى المجمع التعليمى بالإسماعيلية ويتم إقامتهم هناك بشكل دائم.. إقامة وإعاشة.. ومن الممكن إرسال لهم القوافل التعليمية والمعلمين داخل المجمع في الإسماعيلية..
وبهذا الاقتراح من الممكن أن ننقذ الوضع التعليمى هناك.. ونساعد أيضًا قواتنا المسلحة والشرطة في أداء واجبهم الوطنى في سيناء.. وإن استمرت عمليات التطهير ضد الإرهاب في شمال سيناء حتى معاد امتحانات الثانوية العامة من الممكن يتم إجراء امتحان الثانوية العامة داخل المجمع التعليمى بشكل آمن للجميع وتحت سيطرة كاملة من وزارة التربية والتعليم.
Tarek_yas64@yahoo.com