رئيس سيمنس: نحن شركاء في تنمية العراق منذ أكثر من 80 عاما
رئيس شركة سيمنس للإلكترونيات جو كيزر شرح لـ DW على هامش المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق في الكويت مخططات الشركة في إعادة بناء العراق وتحديث البنى التحتية له ولا سيما في قطاع الطاقة.
في حديث مع DW أكد رئيس شركة سيمنز للإلكترونيات جو كيزر أهمية الشراكة مع العراق، وبين دور الشركة الألمانية في تلبية حاجات العراق لا سيما في قطاع الكهرباء. وأكد كيزر على متانة العلاقة بين شركة سيمنز والعراق والتي امتدت لأكثر من 80 عاما.
DW: السيد كيزر لو نشاهد الصور من المناطق المدمرة بسبب الحرب في العراق، فلا يوجد ما يبعث على الأمل. ما الذي يمنحك الأمل في أنه يمكن النجاح في إعادة بناء البلاد؟
البلاد مرت بأوقات عصيبة والناس هنا يستحقون السلام والحرية وحياة أفضل، والحكومة وضعت الأسس من أجل ذلك عندما نراها تحارب الإرهاب بحزم، وتفتح المجال لنمو اقتصادي من خلال تبني برنامج إصلاح طموح. ومن بين هذه الإجراءات نجد أيضا الجهود السريعة في إعادة الإعمار ودعم الموارد البشرية وإيجاد فرص عمل.
الحكومة العراقية تصنف تكاليف إعادة الإعمار بنحو 88 مليار دولار، وهناك حاجة طارئة لـ 22 مليار كمساعدة فورية، وهناك حاجة بوجه خاص للسكن واستثمارات في البنية التحتية، كيف يمكن لشركة سيمنز أن تقدم المساعدة في هذا المجال؟
سيمنز تعبر عن امتنانها وتشعر بالفخر لكونها جزءا من مستقبل العراق، كما كنا جزءا من ماضية ولم نغادر أبدا البلاد، وليس حتى في الأوقات العصيبة، وبعدما اشتغلنا بعد أكثر من ثمانية عقود في العراق مع شركاء محليين في مشاريع ريادية في البنية التحتية، نتمتع بموقع جيد للمشاركة في بلورة انتقال البلاد إلى اقتصاد مستقر وناجح.
غير أننا لا نعتبر دورنا الوحيد مقتصرا على شريك في التكنولوجيا، بل نحن قادرين على التوسط لإيجاد حلول تمويل، وعرض إمكانيات التأهيل والتكوين للناس. فساكنة العراق شابة، والوضع بات أكثر استقرارا وإلى ذلك ينضاف التوفر على الموارد الخام. وهذا يعطي أساسا قويا يسمح ببناء مجتمع ميسور ومستقبل رائع للبلاد وسكانها.
يتم الحديث عن 157 مشروعا يبحث العراق عن مستثمرين خواص لتغطيتها. هل بإمكانك أن تكشف لنا عن نوعية هذه المشاريع، وما هي الأكثر جاذبية من وجهة نظر شركتك؟
وقعنا قبل مدة قصيرة على العديد من العقود مع وزارة الكهرباء العراقية. والعقد الأخير يشمل صيانة وإجراءات تحديث سبع وحدات توليد كهرباء في أربع محطات كهربائية في مناطق جنوب البصرة وصلاح الدين وفي وسط العراق وفي وسط الفرات، هذا المشروع سيرفع من فاعلية هذه الوحدات وتمكينها من إنتاج أكثر من 1000 ميغاوات من الكهرباء، وفي آن واحد توفير عشرة في المائة من الوقود.
وهذا يكفي لتزويد نحو ثلاثة ملايين عراقي بشكل جيد بالكهرباء، ونحن قادرون ليس فقط على إنتاج الطاقة، بل أيضا على توزيعها. ولا توجد شركة أخرى بإمكانها تقديم هذا العرض، بمعنى "إنتاج الكهرباء وإيصاله وتوزيعه"، وهذه الإمكانية تُعتبر عملية جدا بالنسبة إلى زبائننا الذين بإمكانهم التأكد من أن العمل سيُنفذ بدقة. كما يمكن لسيمنز أن تدعم تطوير البلاد في مختلف المجالات التي تُعتبر حاسمة بالنسبة إلى نمو اقتصادي مستدام، ومن بين تلك المجالات قطاع النقل والصحة وتكنولوجيا البناء والبنية التحتية الحضرية الذكية.
لكن ظروف الاستثمار في العراق ليست مثالية بالتأكيد. فوزير التنمية الألماني غيرد مولر أشار في الكويت إلى عقبات بيروقراطية عالية ومنح لعقود بصورة غير شفافة وفساد مستفحل، ألا يعد هذا من عوائق الاستثمار في العراق؟
نحن هنا (في العراق) منذ أكثر من 80 عاما، ومنذ تلك الفترة نحن شركاء للشعب العراقي، وكنا دوما هنا، ولم نغادر أبدا البلاد وأصبحنا شريكا موثوقا به، نحن نساعد المجتمع ونلتزم بوعودنا، كما فعلنا في مصر مع مشروعنا الضخم عندما سلمنا في وقت قياسي ثلاث من أكبر محطات توليد الطاقة في العالم، الأمر نفسه يمكن لنا تحقيقه في العراق، يمكن للحكومة والشعب في العراق أن يعولوا على سيمنز كشريك قوي وموثوق به يدعم أهداف التنمية للبلاد.
سيمنز أبرمت، كما ذكرت هذا سابقا منذ مارس 2016 شراكة طاقة واسعة مع الحكومة العراقية، كيف يمكن ربط هذا مع المشاريع الجديدة؟
نحن على كل حال قادرين ونملك التجربة الكافية لتزويد كل مواطن في العراق بطاقة جيدة ورخيصة ومستدامة، هذا هو أساس التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد، وتأمين التزود بالكهرباء هو في الوقت الحاضر ربما أكبر تحدي بالنسبة إلى العراق، ونحن نعلم أن شبكة الكهرباء، لاسيما في الصيف، تخضع لضغط قوي، ومع ارتفاع الحاجة سنة بعد سنة للكهرباء، وجب على العراق الرفع من طاقة محطات توليد الكهرباء حتى 2025 بأربعين ميجاوات. ويجب تنفيذ مشاريع جديدة تشمل تزويدا سريعا وآمنا بالكهرباء وتحسينات تكنولوجية، وكذلك تجديد شبكة الكهرباء الموجودة وتحسينها.
سيمنز أصدرت دراسة حول التزود بالكهرباء في العراق وبلورت مخططا للكشف عن حلول للتحديات القائمة هناك بما يشمل التقنية والتمويل، نحن نملك تقنية محلية وتكنولوجيا موثوقة ومجربة بإمكانها دعم البلاد في حاجياتها من الطاقة على المدى القريب والمتوسط والبعيد، نحن نعرف ما الذي يجب فعله لتحسين التزود بالطاقة بطريقة اقتصادية مثالية، ونعرض التعاون يدا بيد مع الحكومة العراقية لتحقيق ذلك في وقت وجيز، نحن نفذنا مشاريع ضخمة في الشرق الأوسط في وقت قياسي، وبالتالي نحن نملك خبرة محلية عالية في هذه المنطقة.
أجرى المقابلة توماس كولمان
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل