رئيس التحرير
عصام كامل

"اقتصادنا.. بمبى بمبى!

فيتو

على الرغم من معاناة الشعب المصرى وصراعه من أجل لقمة العيش، تشتد علينا يوما بعد آخر الأزمات والتحديات التى تذهب بحلم حد الكفاف أسفار الرياح، إلا أن الرئيس مرسى مازال يواصل حديثه عن نمو اقتصادى يحدث فى مصر، ويذكر أرقاما عديدة تذكرنا بأرقام المخلوع وابنه...

البلد زى الفل والاقتصاد بينتعش والسياحة هايلة والأمن مستتب والقضاء شامخ والعمالة معدلاتها بتزيد والاستثمارات موجودة والودائع آمنة والاحتياطي بيزيد.. مالكم يا شعب مصر إيه.. العيب فيكم انتم إنكم مش حاسين بكل النعم.. لازم الثورة الجاية نغير الشعب كله ونستزرع أو نستصنع شعب جديد يشوف السعادة اللي عايشينها دي؟
ولكن ها هى المؤشرات تفضح هى الأخرى تصريحات وافتراءات الرئيس، وكعادة الأرقام "لا تكذب ولا تتجمل"، فكل المؤشرات الاقتصادية فى الداخل والخارج تؤكد خطورة وضع مصر الاقتصادى بسبب عدم تبنى سياسة اقتصادية واضحة المعالم من شأنها إخراج الاقتصاد من عنق الزجاجة وإنهاء حالة الركود الذى يعانيه منذ أكثر من عامين، كما تسببت قرارات الرئيس الخاطئة من ناحي وعدم وفائه بتعهداته وإصداره لإعلانات غير دستورية، وتعوله على السلطة القضائية من ناحية أخرى، فضلاً عن تصرفات جماعته المتشبثة بجميع مقاعد السلطة على تفاقم الوضع الاقتصادى.
ولا يصح أن يتصور الرئيس ولا غيره أن ثمة إصلاحا اقتصاديا يمكن أن يحدث على أرض الواقع فى ظل حالة الانقسام التى يشهدها الشارع المصرى حاليا، ولكن تبقى كلمة وردت فى خطاب الرئيس أمام مجلس الشورى حينما قال "إن الذين يتحدثون عن الإفلاس هم المفلسون"، وهذه عبارة خطابية انفعالية ساذجة، ما كنت أتمنى أن يقولها رئيس لمصر، إذ لا يوجد وطنى مخلص لهذا البلد يتمنى له الإفلاس -لا قدر الله- لكن فى الوقت نفسه لا يوجد وطنى مخلص لا يخشى على مصر فى هذه الظروف الصعبة من هذا الخطر الداهم الذى يحيط بنا، خصوصا أن طريقة التعامل الحالية مع الأزمة تزيد من تفاقمها، ومن ثم على الرئيس أن يدرك أن علاج مشاكلنا لا يتم بالكلمات وحدها، فثمة مشكلة حقيقية على الأرض، ولا بد من مواجهتها بطريقة علمية صحيحة، وها هو العام ينتظر ماذا ستفعل أنت وجماعتك يا سيادة الرئيس!
Ibrahimgamal25@gmail.com
الجريدة الرسمية