هل تشعل «نهضة تونس» شرارة التبرؤ من الجماعة في العالم العربي؟.. الحركة تطالب الاتحاد الأوروبي بالاعتذار بعد وصفها بالإخوان.. سامح عيد: صادقة وانسلخت تماما عن التنظيم الدولي..وإبراهيم ربيع يش
لا تزال حركة النهضة التونسية تغرد منفردة، بعيدا عن تخبط جماعة الإخوان الإرهابية؛ كانت أول من وضع سنة الخروج من عباءة التنظيم الدولي، وتبعها سريعا، حركة حماس وإخوان اليمن، وأخيرا، باتت لديها فوبيا عالية، من مجرد اقتران اسم النهضة بالإخوان وأصبح الأمر خطيئة تستوجب الاعتذار.
تجريم الانتساب للإخوان
لم يترك عبد الكريم الهاروني، رئيس مجلس شورى حركة النهضة التونسية، الخطأ مرهونا بتصويبه وتوضيحه، ولكنه شن هجوما شرسا غير مسبوق على سفير الاتحاد الأوروبي، بسبب وصفه حركة النهضة بـ«إخوان تونس»، وطالبه بالاعتذار، ليبقى السؤال: هل يمكن الانسلاخ عن الكيان الإخواني فكرا وثقافة.. أم الأمر تحكمه قوانين الضرورة ؟
إقرأ: الغنوشي يتودد للتونسيين: «النهضة» ليس حزبا دينيا والباب مفتوح للجميع
يرى منتصر عمران، القيادي المنشق عن الجماعة الإسلامية، أن كشف النوايا الحقيقية للنهضة في الوقت الحالى مهما للغاية، القضية تساهم برأيه في فهم علاقة الجماعة بأذرعها في الخارج، ولاسيما أن الإخوان وصلت في أزماتها، إلى مرحلة لا يمكن تصورها؛ وهي الأعنف بلا جدال في مسيرتها منذ نشأتها.
ويتابع: أكثر ما يدل على ذلك، تجاهل الجماعة لأول مرة، تأبين مؤسسها حسن البنا في ذكرى وفاته، قبل يومين، فتوارت الذكرى وراء أزماتها، وانشغل إعلام الإخوان، وراء الكثير من الفشل، عن إبراز هذه المناسبة.
صادقون
يقول سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن تبرؤ حركة النهضة التونسية من الإخوان، ومطالبتهم لسفير الاتحاد الأوروبي بالاعتذار عن وصفهم بإخوان تونس، مؤشر جيد، ويؤكد على تفكك التنظيم الدولي للجماعة.
ويوضح «عيد» أن غضب النهضة، يؤكد اتجاههم بشكل حقيقي وصادق، للتوجه الإسلامي القُطري، بما يعني أنهم تخلوا عن الأممية والخلافة الإسلامية، والاكتفاء باعتبارهم حركة محافظة داخلية فقط، دون ممارسة وصاية على الدولة المدنية، التي تناهض مشروع الخلافة.
كاذبون
أما إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، فيرى إن تبرؤ حركة النهضة التونسية من الإخوان، ومطالبتهم لسفير الاتحاد الأوروبي بالاعتذار عن وصفهم بإخوان تونس، كذب وتضليل، بحسب وصفه.
إقرأ أيضا: حسن البنا «المنسي» في ذكرى اغتياله
ويؤكد «ربيع» أن الإخوان في كل بلدان العالم لديهم نفس العقيدة والفكر، ولا يستطيعون الخلاص منه، موضحا أنهم بالرغم من ذلك، يسايرون مصالحهم، مهما كان ثمنها ظاهريا فقط، لافتا إلى أن النهضة، تعي جيدًا موقف الإخوان في العالم وخصوصا في مصر، لذا تحاول الهرب من السفينة للنجاة بنفسها.