رئيس التحرير
عصام كامل

أطفال تركوا دفء الأسرة لـ«حضن الشارع» (فيديو)

فيتو

"يلا ننام.. خلاص اتعشينا.. ناموا علشان الصبح في شغل".. أصوات كانت تصدر من داخل ساحة تابعة لرصيف سكة الحديد المنيا، والتي تحاط بسور حديدي، وإذا حاولت النظر من خلف السور الحديدي ستفشل؛ لظلام المكان.


دفعني الفضول لإضاءة كشاف صغير؛ ليكشف الضوء عن وجود 3 أطفال نائمين على الأرض، هم: "إبراهيم ويوسف وأحمد"، وكشفوا أنهم هربوا من منازلهم فرارًا من سوء معاملة آبائهم.

"إبراهيم".. مبرمج ألعاب إلكترونية
"مبرمج كمبيوتر وألعاب إلكترونية وسريح شاي بالقطارات".. بتلك العبارة بدأ إبراهيم مكرم، 15 عاما، من محافظة القاهرة، وجذور عائلته بالمنيا، حديثه لـ"فيتو"، مؤكدا أن سوء معاملة والده معه كانت سببًا في هروبه من منزله.

قال "إبراهيم": إن والده كان سببًا في قتل حلم حياته، وهو السفر خارج البلاد، بعد أن تلقى دعوة سفر إلى أمريكا؛ للعمل هناك بمجال برمجة الألعاب الإلكترونية، مضيفا أن والدته كانت تشجعه، ووالده كان يرفض، حتى ضاع حلم السفر، وضاعت الآمال والطموحات، متابعا: "والدي كان دائما ما يضربني، ورفض جميع مطالبي، فقررت الهروب والعيش على أرصفة السكة الحديد والعمل "سريح شاي" داخل القطارات".

وتابع "إبراهيم"، والدموع في عينيه: «أبويا مش عاوزني أكون حاجة، أبويا مش زي أي أب، يحب يكون ابنه أحسن واحد، عمري ما شفت أب كده، ومتأكد أن الشارع مش أفضل من البيت، لكن أبويا رافضنى مش عارف ليه؟ مش عاوز أفضل في الشارع، كل اللي عايزه حلم بسيط، أعيش فرحان وأحقق حلمي، وأمي وأختي وحشوني قوي".

يوسف.. "ابن الأكابر"
"يوسف. س. م"، 11 عاما، من مدينة الشروق، كان يعيش حياة مستقرة مع والديه بمدينة الشروق بالقاهرة، وكان يدرس في مدارس خاصة، يلهو ويلعب داخل أفخم الأندية؛ لأن والدته كانت موظفة مرموقة، وسافرت للعديد من البلدان العربية والأوروبية.

كان "يوسف" يعيش حياة مترفة، إلى أن شاء القدر وتآكل رباط الأسرة، وانفصل الزوجان، وأعلن كل منهما عن زواجه من آخر، وفي ليلة وضحاها وجد "يوسف" نفسه أمام زوج يعمل بجهاز حكومي رفيع، يضربه ويعذبه؛ ليقرر "يوسف" الهروب، ويتجه إلى محطة قطار الجيزة، معلنًا رفضه العيش مع زوجة والده وزوج والدته.

«شقيقات والدي ظالمات»
"هربت من بيت أبويا بسبب ظلم عماتي لي ".. بتلك الكلمات بدأ "أحمد"، 14 عاما، ابن محافظة أسيوط، حديثه، مضيفا: لم أعش طفولتي مثل أي طفل طبيعي، واعتادت شقيقات والدي اتهامهن لي بسرقة أي شيء في المنزل، وكان والدي يصدقهن واستخدم أساليب كثيرة لتعذيبي، كل هذا كان نتيجة حبي لوالدتي بعد انفصالها عن أبي، وأنا الآن أنفق على والدتي من عملي "سريح في القطارات".
الجريدة الرسمية