المساجين داخل «برج العرب» في نعيم.. وظائف ورواتب شهرية للراغبين من المحتجزين.. فريق لكرة القدم على أعلى مستوى.. والنزلاء يطالبون بالمشاركة بالدوري الممتاز (فيديو وصور)
انطلقنا إلى منطقة سجون برج العرب.. الضباب الكثيف يحجب الرؤية ولكن السجن يبرق بأسواره المرتفعة وأبراج الحراسة الشاهقة يمكن رؤيتها من مسافة كبيرة، 3 بوابات أمنية حتى تصل إلى السجن وأسوار ارتفاعها 7 أمتار، إذ إن الإجراءات الأمنية مشددة. ولكن بمجرد أن تطأ قدماك من بوابة دخول مكتوب عليها سجن برج العرب، تتبدل الصورة بداخلك.. باب يدخل منه المترددون على السجن لزيارة ذويهم.. وعلى بعد 500 متر باب آخر، يضم ورش الأثاث والحرف للنزلاء السجن، ويضم الآلات التي تستخدم في تجهيز المصنوعات.
رواج كبير
أما كواليس العمل داخل الورش يكشفها "أحمد عبد الباسط"، لا يختلف عن أي عمل في الورش الخارجية والتي تبيع بأسعار عالية، ولكن بداخل السجن أسعار مخفضة، وتقوم إدارة السجن بترويج المنتجات بالمعارض الخاصة بها أو معارض خارجية، مضيفًا أن منتجاتهم تلقى رواجًا كبيرا.
وعن يومياته داخل السجن، أكد بأنه يستيقظ كل يوم في السابعة صباحا مع زملائه، وبعد أداء الصلاة، يتناول وجبة الإفطار ويغادر إلى الورشة، ويبدأ في إنتاج المصنوعات، في بعض الأحيان يأتي إلينا طلبات معينة من الزبائن لتنفيذها ويتم إعدادها بشكل جيد، مشيرًا بأنه عقب الساعة الواحدة يتناول وجبة الغذاء ويؤدي الفريضة ويستكمل عمله حتى الثالثة والنصف، ثم ينتقل مع زملائه إلى مجمع الملاعب الذي افتتح مؤخرا لممارسة هواياتهم.
فرصة عمل
يلتقط أطراف الحديث، زميلة "سيد إبراهيم"، يعمل بالحرف الفنية قائلا: أتمنى بعد قضاء فترة عقوبتي، إيجاد فرصة عمل مناسبة للبعد عن طريق الشيطان. فكل يوم أتمرن على الكرة الطائرة لتطوير مهاراتى والحلم بالمشاركة مع أي ناد؛ مؤكدًا أن إدارة السجن تترك النزلاء لممارسة هواياتهم بكل حريته وتوفر لهم كافة الوسائل المناسبة، ولا يدخرون جهدًا في تلبية احتياجاتنا، وبالمقابل يدربون النزلاء على تعلم مهن أو حرف لتكن مصدر رزقهم بعد قضاء عقوبتهم.
مباراة قوية
داخل السجن بناية كبيرة وأسوارها متوسطة، فكانت مساحات خضراء كبيرة، تضم مجموعة ملاعب (كرة خماسية، كرة سرعة، تنس، بينج بونج)، يلعب بها النزلاء يوميًا حتى جاء اليوم المشهود بإقامة مباراة بين فريق السجن مع نادي الاتحاد السكندري، بحضور اللواء مصطفى شحاتة مساعد وزير الداخلية للسجون واللواء مصطفى النمر مساعد وزير الداخلية لأمن الإسكندرية والقيادات الأمنية ونجوم الرياضة والفن وأعضاء مجلس النواب، لأول مرة في تاريخ وزارة الداخلية.
أجواء من التنافس القوى ولا تقل عن أي مباراة يلعبها أي فريقين انتهت بالتعادل (3-3)، فأشاد الرياضيون بمستوى فريق السجن العالى، من جانبهم أكد أعضاء الفريق- "المحبوسين ما بين قضايا مخدرات، مشاجرة، سلاح بدون ترخيص"- بأنها ليست المرة الأولى التي يلعبون مباريات على ملعب السجن، فسبق أن أقيمت مباراة مع جامعة الإسكندرية، ونتنمى أن نلتحق بالأندية الكبرى عقب انتهاء فترة العقوبة.
فريق مختلف
أوضح أعضاء الفريق، بأنهم سيقدمون طلبًا إلى إدارة السجن، للقاء العديد من الأندية، وتقديم مقترح لإنشاء فريق من مختلف السجون للمشاركة في الدوري الممتاز والفوز بكأس مصر العام المقبل، مؤكدًا أنهم ليسوا بأقل من أي فريق موجود بالدوري الممتاز.
تأهيل السجناء
ومن جانبه أكد اللواء مصطفى شحاتة مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، أن مفهوم الفلسفة العقابية الذي تتهجة الوزارة هو إعادة تأهيل واندماج السجناء في المجتمع لإخراجهم مواطنين صالحين يفيدون المجتمع، مضيفًا أن جميع السجون بها أنشطة رياضية ويسمح للنزلاء بممارستها بكل حرية وتوفير أوجه الدعم لهم في مختلف المجالات الرياضية والفنية والحرف.
رواتب شهرية
وأضاف شحاتة لـ"فيتو"، البعض يروج شائعات عن سوء المعاملة داخل السجون وهذا خلاف للحقيقة لمحاولة هدم الجهود المبذولة، مؤكدًا أن الوزارة قامت بتوفير أجهزة تعويضية لنزلاء السجون، وإنشاء دور رعاية للمفرج عنهم الذين انقطعت صلتهم بذويهم، وتشغيل دار الحضانة الإيوائية بسجن النساء لإيداع أطفال السجينات حتى سن أربع سنوات، وافتتاح قريبا مدرستين ثانوى صناعي بمنطقتي سجون المنيا وجمصة للتعليم النزلاء، وقيام السجناء بزراعة أكثر من 3 آلاف فدان ويحصلون على رواتب شهرية.
تدعيم المواهب
وفى ذات السياق أكد مساعد وزير الداخلية لأمن الإسكندرية اللواء مصطفى النمر، أن الوزارة حريصة على تدعيم كافة المواهب وتوفير أوجه الرعاية بالسجون والمواقع الشرطية، لتدعيم جسور التواصل المجتمعي بمختلف فئات وطوائف الشعب، مؤكدًا أن السياسة العامة للوزارة هي التطبيق الفعلى للمفهوم "الشرطة دائما في خدمة الشعب".
