أحمد بهاء الدين يكتب: أستاهل اللعنة
في مجلة روز اليوسف عام ١٩٥٦ كتب الكاتب الصحفي أحمد بهاء الدين (ولد في 11 فبراير 1927، رحل في 24 أغسطس 1996)، مقالا قال فيه:
دعتني جامعة الإسكندرية لإلقاء محاضرة في الأدب بعنوان «الاتجاهات الحديثة في الأدب» ووصلتنى الدعوة، وعبثا حاولت إقناع مندوب الجامعة بأنني لست متخصصا في الأدب لأحاضر فيه فقال إنه لا يملك تغيير الموضوع الذي جاء به من الإسكندرية وأن برنامج المحاضرة قد طبع وأعلن.
قلت له بصراحة إنني سأحضر مستمعا فقط لكن سأدعو الأديبين مصطفى محمود ومحمود أمين العالم من روز اليوسف لإلقاء المحاضرة حيث كان موضوع الندوة تخصصهما.
وقبل موعد المحاضرة بيوم واحد استدعي مصطفى محمود إلى مقر عمله كطبيب في الهايكستب ورأي محمود أمين العالم أن الندوة لن تحقق الهدف المقصود منها وهو عرض وجهات النظر المتباينة، فقرر أن يعتذر وأرسل برقية بذلك استنادا إلى أن المحاضرة لن تفشل ويكفي مصطفى محمود وهناك أساتذة آخرون من جامعة الإسكندرية مشاركين فيها.
أما أنا فلم أتمكن من السفر وعدلت مطمئنا إلى أنني مستمعا فقط ولست من المحاضرين والي أن مصطفى محمود ومحمود أمين العالم سيسافران وهما قدها وقدود.
علمت بعد ذلك باللعنات التي صبها على راسي أكثر من ألف طالب جامعي هم بغير شك أعز ما لدى من قراء وها أنا أعلن لجامعة الإسكندرية أنني أستحق كل هذه اللعنات رغم أنني والله العظيم لست الشخص المناسب للمحاضرة لكن غلطتى أننى اعتمدت على مصطفى ومحمود ولم آخذهما بيدى إلى الإسكندرية.