أحمد بهاء الدين يرشح توفيق الحكيم وطه حسين لجائزة نوبل
في مجلة روز اليوسف عام 1956 كتب أحمد بهاء الدين مقالا بمناسبة إعلان جوائز نوبل لهذا العام قال فيه:
"أخيرا أصبح للأدباء جمعية والمفروض ألا أتحدث عن جمعية الأدباء ولا أطالبها بشيء بعض أن أصبحت عضوا في مجلس إدارتها.. لكنى أتحدث عن الجمعية وعلى صفحات الصحف لكى يخوض الناس جميعا في مشاكلها، خاصة أنها ليست شركة مساهمة لكنها جمعية تعمل في حقل الأدب".
وتابع: "أعتقد أن الأدب المصرى بلغ مرحلة يجب يخرج فيها من نطاقه الذي انحصر فيه إلى النطاق العالمى وأن يعرض نفسه للرياح والأعاصير خارج الحدود ليكسبه ذلك قوة لتوطيد مكانة مصر وسمعتها في العالم بعد أن خرج الأدب المصرى إلى النطاق العربى فكان خير سفير لمصر في هذه البلاد قبل أن توجد جامعة عربية".
وأضاف "بهاء الدين": "لكي ينتقل الأدب المصرى إلى النطاق العالمى تستطيع مثلا جمعية الأدباء أن ترشح أديبا من مصر لنيل جائزة نوبل.. وفى مصر كثيرين يستحقونها.. عندنا مثلا الدكتور طه حسين الذي قاد الحركة الفكرية في مصر في الحقبة التي تلت 1919، وقد عرفت كتبه ومؤلفاته المصادرة والاضطهاد والمحاكمة، كما تعرض هو نفسه للفصل من الجامعة والتعرض للسجن والهجرة من مصر، كما تزعم حركة التعليم وجعله كالماء والهواء".
وواصل في مقاله قائلا: "عندنا أيضا توفيق الحكيم الذي ألف أكثر من 40 رواية ومسرحية، والذي قام بتجربة مقتحمة وجريئة في القصة والمسرحية غير مسبوقة في الأدب العربى.. يجب على جمعية الأدباء أن تعمل على ترشيح هذين الكاتبين لنيل جائزة نوبل في الأدب، فإن مجرد فوز أديب مصرى بهذه الجائزة سوف يلفت الأنظار في العالم كله إلى أدب مصر ويسجله كأدب يستحق أن يقرأ في كل مكان".
وأردف: "أقول لجمعية الأدباء أن الترشيح لهذه الجائزة يحتاج إلى عمل ودعاية واتصالات خاصة أن الجائزة ليست كلها أدبية فحسب لكنها تحمل اعتبارات سياسية وذلك بترجمة الإنتاج البارز لهما إلى اللغات الأجنبية، وأن توثق جمعية الأدباء صلاتها بالملحقين الثقافيين الأجانب في مصر وفى الخارج لترجمة الإنتاج الأدبى المصرى إلى أكثر من لغة".
واختتم "بهاء الدين مقاله قائلا: "وأخيرا أرى ضرورة إعطاء الأدباء الشبان فرصة السفر إلى الخارج والاختلاط بالشباب الآخر بحضور المؤتمرات الأدبية والفكرية والاحتكاك بالعالم الخارجي".