الخديعة الكبرى
خديعة كبرى وقع فيها كبار المثقفين والسياسيين، جريمة نصب عالمية ارتُكبت ضدهم، وللأسف كان الذي نصب عليهم هو "عبيط القرية" الذي لا يفهم شيئًا! أما عبيط القرية فهو "جماعة الإخوان"! وللأسف قامت جماعة البلهاء بالنصب على النخب المصرية وتلاعبت بهم في كل الأزمنة، ففي زمن مبارك كان للجماعة أعداء، وكانت خطة الجماعة ترمي إلى تشويه هؤلاء الأعداء حتى لا يكون لهم أي تأثير أمام الرأي العام..
وكان أبسط شيء تقوم به الجماعة هو أن تتهم معارضيها من الصحفيين والكتاب والسياسيين والنقابيين بأنهم من أتباع مبارك، وأن هذا فاسد والآخر منافق والثالث شاذ، ساعتئذ كنت تجد الآلة الإعلامية للإخوان تتحرك في هذا الاتجاه، وبمجرد الحركة كنت تجد كل التوجهات السياسية المعارضة لنظام مبارك تأخذ نفس المنحى، وتوجه نفس الاتهامات لهؤلاء الأبرياء دون أن يستبصر أحد الحقيقة أو يبحث عن الصواب..
كلهم وضعوا عقولهم في آذانهم كالببغاء، وإلى الآن لا تزال تلك الاتهامات التي أطلقتها الجماعة تلاحق قامات وطنية رشيدة ومخلصة، ولا تزال بعض قوى المعارضة تسير خلف هذه الشائعات بغباء مطلق، والغريب أن من يسير وراء هذه الشائعات كان يجلس مع أعمدة نظام مبارك ويتفاوض معهم ويحصل من خلالهم على غنائم سياسية، وصورهم مع كمال الشاذلي وفتحي سرور وأحمد عز تملأ الدنيا، ولكنهم يبررون ذلك بسماجة وسخافة منقطعة النظير فيقولون وهم يصطنعون العبقرية: لقد كنا نستخدم ما أوتينا من ذكاء وحنكة سياسية لكي نحصل على أكبر مساحة حركة لنا ولتوجهاتنا السياسية!.
والحق أن جماعة الإخوان كانت أذكى من كل قوى المعارضة، فقد أظهرت نفسها على أنها كانت المعارضة لنظام مبارك، في حين أنها كانت تنام يوميًا في أحضان الحزب الوطني وتعقد الصفقات مع الأمن! ولم يحدث أن عارض الإخوان مبارك في أي قضية وطنية؟ كما لم يحدث أن اضطهد مبارك الإخوان؟ وإلا قل لي بربك كيف دخل الإخوان إلى برلمانات مبارك؟ ولماذا تضخمت ثرواتهم في عهد مبارك الذي يبغض الجماعة؟ المهم أنه ذهبت دولة مبارك وظل الإخوان يقولون: كنا نعارض مبارك، والنُخب تصدقهم!