بصمات لا تمحى
في رحلة حياة أي إنسان أصحاب بصمات لا تمحى من الذاكرة أبدا، ويظل مدينا لهم بالفضل طيلة حياته، ومن أصحاب البصمات في حياتي، وعلى رأسهم شيخي وأستاذي ومهذب نفسي ومربيها وقائد ركب روحي في رحلة ارتحالي إلى الله وسلوك طريقه، وأبي الروحي العالم الرباني والشيخ المربي الجليل وأحد أكابر أهل ولاية الله تعالى، فضيلة الشيخ العارف بالله سيدي الشيخ أحمد يوسف البيه الشريف الحسيني رضي الله عنه وأرضاه..
فهو صاحب البصمة الروحية التي قادتني في طريق الله، والتي أثمرت ما أنا فيه من الفضل الرباني والفتح الإلهي، وأعتقد أنه لولا وجوده الكريم في حياتي ما كنت على ما أنا عليه الآن، وما كان لي أتباع ومريدون وتلامذة، ولا كتب ومؤلفات ولا ظهور إعلامي ولا معرفة للناس بي..
والشيخ البيه كان نموذجا متفردا في تربية الأنفس وتخليص الأرواح من العلائق والأغيار وكل ما يعوقها في معراجها لحضرة أصلها ربها ومولاها ونافخها في الجسد سبحانه وتعالى، فقد كان له أسلوب بسيط مميز في التربية والتوجيه والنصح والإرشاد، وأذكر على سبيل المثال بعض أقواله الكريمة التي تؤكد ذلك، قال لي يوما: يابني"الإنسان العاصي والغافل عن ذكر الله مريض، وهو أحوج ما يكون للرأفة والعلاج، لا للتعنيف والعقاب، وهو محتاج لصاحب نور وحكمة حتى يعالج ويشفى مما فيه"..
وقال: "مثل هؤلاء العصاة والشاردين عندما تألف قلوبهم وتقربهم إليك وتخرجهم مما فيه وتأخذ بأيديهم برفق إلى طريق النور والهداية تكون قد رددت شاردين إلى ربهم ومولاهم جل جلاله، فتكن عند الله جهبذا"، كما جاء في الخبر عن نبي الله سيدنا داود عليه السلام فقد أوحى الله تعالى إليه: "يا داود من رد إلى شاردا كتبته عندي جهبذا"..
وكان رضي الله عنه يقول: هناك فرق بين أهل الوعظ والنصح وبين أهل الدعوة إلى الله تعالى، فأهل الوعظ والنصح يذكرونك بالله وينصحونك بالابتعاد عن الأعمال السيئة، ويدلونك على الأعمال الصالحة ويحثونك ويدلونك على أسباب النجاة في الآخرة والطريق إلى الجنة، أما أهل الدعوة إلى الله فهم أطباء النفوس والقلوب، وهم أصحاب البصائر والنور الذي يعرفون به أمراض النفس الباطنة وعللها والعلائق والأغيار العالقة بالقلب والمسببة للحجاب، ويعرفون الادوية لأمراض الأنفس والقلوب..
وهم أطباء الأنفس والقلوب والآخذين بأيدي العباد حتى يدخلوهم على الله تعالى، وهم أصحاب الحكمة والموعظة الحسنة، وهم الذين يجادلون الناس ومن على غير الإسلام بالتي هي أحسن، وهم المشار إليهم في قوله تعالى: "الرحمن فسأل به خبيرا"، وهم أصحاب النور وأهل النبوءة لقوله تعالى: "وما ينبئك مثل خبير"..
ومن أقواله أيضا: "الإنسان في رحلة حياته يقع في وحلتين، وهما سبب بعده عن الله وحجابه وهما"، وحلة الأغيار وهي الانغماس في الشهوات والأهواء وتعلق القلب بحب الدنيا، وللخروج منها لا بد من مصاحبة الأخيار من أهل ولاية الله والمعرفة به حتى يطببوه ويعالجوه، والوحلة الثانية هي أخطر وأشد وهي وحلة الأنوار، وهي عندما يسلك العبد طريق الله ويستقيم على أمره ويتبع هدي النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويجتهد في العبادات والذكر وفي أعمال البر والمعروف والإحسان.. يقبل عليه الله تعالى ويتجلى عليه بأنوار أسمائه وصفاته سبحانه..
هنا يصل نور التجلى إلى القلب فتنجلي عين البصيرة فيرى ما لا يرى ويسمع ما لا يسمع، فأذا فرح بذلك ورأى نفسه وشعر بحظ لها وقع في وحلة الأنوار فيحجب، وللخلاص من ذلك لابد من الرجوع إلى شيخه ومربيه الروحي ومكاشفته بذلك حتى يبصره ويأخذ بيده ويخرجه منها..
هذا ومن أقواله أيضا:"أعبدوا الله بوصفه عز وجل فسألته رضي الله عنه عن ذلك وقلت له ياشيخي كيف نعبده بوصفه عز وجل، فقال من وصفه سبحانه وتعالى التنزيه المطلق فاعبدوه عبادة التنزيه، وهي التي ليس فيها علل ولا أغراض، وهي عبادة أهل الإخلاص، عبادة بلا علل وبلا مطمع وبلا مطلب، وهي عبادة الأحرار الذين يعبدونه عزوجل لا طمعا في جنة ولا خوفا من نار وإنما حبا فيه تعالى ورغبة في أنسه عزوجل..
ومن أقواله أيضا رضي الله عنه: "هناك أمام السالك لطريق الله عقبتان لابد من تخطيهما والخروج منهما، وهماالوقوف عند الخلق والتوهم بأنهم يملكون لك نفعا وقادرون على دفع الضر عنك، ولابد من الخروج منهم ورفع الهمة إلى الله عز وجل، فعند ذلك يعطيك خيرهم الذي قدره لك على أيديهم ويكفيك شرهم بحوله تعالى وقدرته..
وفي الحكم العطائية لأحمد بن عطاء الله رضي الله عنه قال: "ما ضرك شيء مثل الوهم، فلما توهمت أن بيد الخلق نفعك أو ضرك تملقتهم لجلب نفعهم ودفع ضرهم، اخرج عنهم وارفع همتك إلى الله يعطيك خيرهم ويكفيك شرهم"، هذا عن الحجاب الأول، والحجاب الثاني هو أنت أي نفسك باختيارها وتدبيرها والركون عليها، اخرج منك ولا تقف عندك ولا تلتفت إلى نفسك وإن كانت في دائرة الأنوار، نكتفي بهذا القدر وللحديث بقية.
هذا ومن أقواله أيضا:"أعبدوا الله بوصفه عز وجل فسألته رضي الله عنه عن ذلك وقلت له ياشيخي كيف نعبده بوصفه عز وجل، فقال من وصفه سبحانه وتعالى التنزيه المطلق فاعبدوه عبادة التنزيه، وهي التي ليس فيها علل ولا أغراض، وهي عبادة أهل الإخلاص، عبادة بلا علل وبلا مطمع وبلا مطلب، وهي عبادة الأحرار الذين يعبدونه عزوجل لا طمعا في جنة ولا خوفا من نار وإنما حبا فيه تعالى ورغبة في أنسه عزوجل..
ومن أقواله أيضا رضي الله عنه: "هناك أمام السالك لطريق الله عقبتان لابد من تخطيهما والخروج منهما، وهماالوقوف عند الخلق والتوهم بأنهم يملكون لك نفعا وقادرون على دفع الضر عنك، ولابد من الخروج منهم ورفع الهمة إلى الله عز وجل، فعند ذلك يعطيك خيرهم الذي قدره لك على أيديهم ويكفيك شرهم بحوله تعالى وقدرته..
وفي الحكم العطائية لأحمد بن عطاء الله رضي الله عنه قال: "ما ضرك شيء مثل الوهم، فلما توهمت أن بيد الخلق نفعك أو ضرك تملقتهم لجلب نفعهم ودفع ضرهم، اخرج عنهم وارفع همتك إلى الله يعطيك خيرهم ويكفيك شرهم"، هذا عن الحجاب الأول، والحجاب الثاني هو أنت أي نفسك باختيارها وتدبيرها والركون عليها، اخرج منك ولا تقف عندك ولا تلتفت إلى نفسك وإن كانت في دائرة الأنوار، نكتفي بهذا القدر وللحديث بقية.