رئيس التحرير
عصام كامل

غياب الأحزاب مسئولية من؟!


كان طبيعيًا في ظل الغياب الواضح للأحزاب وانعدام تأثيرها في الشارع ألا نجد مرشحين حزبيين عديدين للرئاسة يقنعون ويؤثرون وينافسون بعضهم البعض.. وأن تغلق أبواب الانتخابات على طالبين للترشح فقط هما عبدالفتاح السيسي الرئيس الحالي، وموسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد..


وأيًا ما تكن الأحوال فإن الدستور قد نظم مسألة وجود مرشح واحد للرئاسة، مشترطًا حصوله على 5% من مجموع أصوات من لهم حق التصويت.. وليس ذلك بدعة في عالم السياسة؛ فقد حدث في بعض الدول أن خاض انتخاباتها الرئاسية مرشح وحيد.. رغم أن ذلك ليس هو الوضع المثالي للممارسة الديمقراطية؛ فالأصل في النظام السياسي- وفقًا لدستورنا- هو التعددية الحزبية والتداول السلمي للسلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة بين أكثر من مرشح..

ومن ثم فلا مفر من إعادة إحياء الحياة الحزبية وتقديم الدعم والتشجيع للأحزاب في مصر.. وحبذا لو تنادى قادة هذه الأحزاب للتوحد والاندماج تحت راية حزبين كبيرين أو أكثر كما في الديمقراطيات العريقة.. وإنني أدعو تلك الأحزاب إلى الاستعداد من اليوم لتقديم مرشحين أقوياء للانتخابات الرئاسية المقبلة لخلق منافسة قوية وضخ الحياة في شرايين السياسة.. وطريقها الوحيد لقلوب الجماهير هو النزول للشارع والعمل بين المواطنين..

وهذا لا يستلزم قرارًا جمهوريًا، وإنما تُكتب شهادة ميلاد الحزب بيد الجماهير وبمداد الإنجازات وحدها وتخلق قاعدته الشعبية بالعمل بين صفوف البسطاء، وخدمة الناس والتأثير في أفكارهم وسلوكياتهم وتعبئتهم ودفعهم للمشاركة السياسية الفعالة، أما بقاء الأحزاب على وضعها الحالي، فذلك أمر يتنافى مع منطق السياسة وفلسفة وجودها.
الجريدة الرسمية