رئيس التحرير
عصام كامل

خلف أسوار المدرسة


إن المجتمع المصري خاصة خلف أسوار الجامعات والمدارس الآن وفي ظل التطور التكنولوجي الهائل يواجه أزمات جديّة تهدد مستقبله، أصبحت مشكلتنا الآن ليست اقتصادية ولا سياسية بل أصبحت وبكل أسف "أخلاقية". شاهدت فيديوهات كثيرة غير أخلاقية في الفترة الأخيرة بين طلاب الجامعات والمدارس لكن أن نشاهد فيديو غير أخلاقي بين تلاميذ المدارس وداخل مدرسة ابتدائية يجعلنا وبكل جدية ندق جرس الإنذار على آفة قد تدمر المجتمع بأكمله بل قد تدمر جيلا كاملا دون إنذار.


نتفق جميعا على أن الأسرة لها دور كبير في المشكلة ولها دور كبير أيضا في العلاج، لكن هذا لا يعني أن تفقد وزارة التربية والتعليم دورها الأساسي وهو "التربية" قبل التعليم، خاصة أن هذه الحوادث المتكررة داخل أسوار المدارس تجعلني أتساءل عن ما يحدث بعد إدخال التكنولوجيا الحديثة والواي فاي داخل المدارس، التي يعلن عنها الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم قبل وضع آليات صارمة للوقاية من مخاطرها.

هناك اتجاه قوي من وزارة التربية والتعليم لإدخال خدمة "الواي فاي" بالمدارس، فهل تم وضع آليات رقابة محكمة على استخدام تلك الميزة قبل الشروع في تطبيقها! هل تم وضع ضوابط خاصة لهذه الخدمة في المدارس بحيث تقتصر على دخول المواقع التعليمية والبوابات الحكومية فقط!

هل تأكدنا تماما أن طلابنا لن يكونوا عرضة لاستخدام تلك الخدمة لأشياء أخرى غير تعليمية أو أشياء غير أخلاقية خاصة أن الطلاب في تلك المرحلة (المرحلة الثانوية) في سن المراهقة ومعرضون لاستخدامها بطريقة مختلفة، فلا بد أولا يا سادة من التفكير في نظام يمكن من خلاله فقط استخدام مواقع الشبكة العالمية للمعلومات بطريقة آمنة داخل المدارس.

لا بد من نظام تحكم يسمح بتنبيه مدير المدرسة والمعلمين عند استخدام الطلبة مواد غير لائقة على الإنترنت، ولا بد أيضا من منع الطلبة من الوصول إلى المواقع المنافية للأخلاق، وغيرها من المواقع غير المناسبة، كل هذه الإجراءات لا بد من توافرها أولا قبل التفكير في تطبيق أي شيء وإلا سوف تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.

فالانحلال الأخلاقي خاصة بين جدران المدارس سبّبه الأول تفكك كيان العائلة وسوء التربية الأسرية وغياب القدوة الحسنة داخل الأسرة من ناحية وآلية عمل وسائل الإعلام وعدم تقيدها بقوانين تنظم عملها من ناحية أخرى.، فإن القيم والمبادئ الإنسانية والاجتماعية ضعفت في المجتمع المدرسي بشكل مخيف في ظل غياب واضح لكل إجراءات الوقاية والعلاج.

ثم يأتي هنا السؤال الصعب لوزير التربية والتعليم ألا وهو… ما الحل؟
الجريدة الرسمية